«جبل الهيكل»!
لم يتوقّف أحد أمام اطلاق دونالد ترامب التسمية اليهودية “جبل الهيكل” على موقع المسجد الأقصى، وقوله بالنص: “جبل الهيكل، الذي يُعرف أيضا بالحرم الشريف”، ولعلّ في هذا اعترافاً ضمنياً بالرواية الاسرائيلية من أنّ المسجد الاقصى هو مكان هيكل سليمان.
اسرائيل تتحكّم عملياً بالمسجد الأقصى، ولا تسمح بالصلاة فيه للمسلمين من خارج مدينة القُدس إلاّ إذا كانوا اسرائيليي الجنسية، وفي الوقت نفسه باتت تسمح لليهود المتطرفين بالتجوّل في ساحاته، واطلاق الهتافات التي تعتبره يهودياً، والمكان الذي ينبغي أن يُعاد فيه بناء الهيكل المزعوم.
وخلال زيارته لما يُسمّى بحائط المبكى، لم يكتف ترامب بلبس الطاقية اليهودية، ويقوم بوقفة بروتوكولية سريعة أمام الحائط كما كان يفعل سابقوه من زوّار، بل قام بالصلاة الحقيقية والتمتمة كما يفعل أيّ يهودي أرثوذوكسي، وكانت إشارة واضحة على الافصاح عن حقيقة مشاعره الدينية.
الرجل زوّج ابنته ليهودي متطرف في مواقفه الدينية والسياسية، وعيّنه مبعوثه الخاص لما يُسمّى بعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو الذي قام بصياغة خطابه بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولهذا فإنّ القرار ليس مفاجأة، ولن نفاجأ في المستقبل بأيّ قرار أو اجراء جديد يتعلّق بالقُدس والمقدسات.
السبيل 2017-12-10