حرب ترامب الدينية الإنجيلية

تم نشره الإثنين 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2017 02:12 صباحاً
حرب ترامب الدينية الإنجيلية
جمال الشواهين

القدس مدينة اهميتها تنبع من كونها اول مكان مسجل لبدايات التأريخ البشري ومنه انطلقت بدايات الوعي التفكيري التي استقرت على عالم مبادئ وعقائد وابرز ما في ذلك بدء عالم النبوة كما اوردته الكتب السماوية، وهي وان تكن ليست اسبق من بابل في تشابه انطلاق الوعي إلا انها التي استقرت واعتمدت وليس حمورابي او اي مما يسمى «الآلهة الفرعونية والاغريقية» وهي على ما استقرت عليه وجدانيا تحولت الى مكانة القداسة بما جعلها مطمعا بشريا تصارعت عليه الشعوب المختلفة الى ان استقرت اسلامية تماما منذ العهدة العمرية وكانت قبلا مسيحية برعاية رومانية دون حظوة ليهود فيها إلا شكلا سكانيا حيث لم يذكر قط اثر لكنس وانما كنائس دخلت جناح وصاية المسلمين، وليس الامر اعتباطيا بالفرض وانما يرد لقداسة الاسراء والمعراج، فكما مر كل الانبياء منها كذلك كان آخر الانبياء والمرسلين.
ولأن المدينة محط انظار المؤمنين من الديانات الثلاث اتى الصراع عليها من المسيحيين الاوروبيين بما عرف بالحروب الصليبية، وليس من اليهود في اي وقت باعتبار انعدام هويتهم كقومية حقيقية بقدر ما هم مجاميع توراتية، ثم انه لم يمر وقت طويل لرعاية واحتلال المدينة من الصليبيين حتى تحررت وعادت اسلامية على يد صلاح الدين الايوبي واستمرت على ما هي عليه الى ان سقطت الامبرطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى حيث عادت الانظار الاوروبية نحوها مجددا لكن لتكون يهودية هذه المرة وتم المخطط بعد الحرب العالمية الثانية عندما هيأت بريطانيا كل الظروف لإنشاء دولة لليهود في فلسطين، وعليه تركز صراع الاديان المعلن بين اليهودية والاسلامية وليس مع المسيحية هذه المرة.
الان ينتقل الصراع على القدس لتكون على شكل غير ما كانت عليه في اي عصر ويبدو ان هذا ما يفعله ترامب الآن اثر تشعب المسيحية الى طوائف تكاد تكون الامريكية الانجيلية ابرزها واكثرها سطوة وقوة وتأثيرا وهو ينتمي اليها كما حال جورج بوش ايضا.
وليس من شك ان عوامل العصر والحداثة والتغول الاقتصادي حاضرة في اطار المشهد الجاري وهي اضافة فاعلة للعامل السياسي العسكري العالمي المنقسم على تنافس القوى العظمى.
وفي المجمل، فإنه يمكن فهم ما يجري الان حيال القدس على اساس تجريدها من الوصاية الاسلامية اولا، ومن ثم يكون لكل حادث حديث لشكل صفقة العصر إن مررت فعلا.

السبيل 2017-12-18



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات