محاكم لشهود الزور !!
حدث من قبل وسيظل يحدث الى الأبد، ان يتصور الفهلوي وسمسار الدمّ والخائن وبائع دم اخيه انهم الاذكى والامهر في الفرار وكأن لديهم طواقي اخفاء؛ لكن التاريخ كالقانون لا يعبأ بمن يجهلونه ويدفعون الثمن في النهاية بعد اضافة نسبة باهظة من ربا التاريخ.
والاعوام العجاف التي مرّت بنا كعرب واصبح فيها كل شيء مباحا، اتاحت لكل ما كان مختبئا في الجحور ان يتسلل الى السطح، ولم يتردد هؤلاء في استباحة وتدنيس المقدس وتجاوز كل الخطوط الحمر حتى لو كانت مرسومة بالدم لا بالحبر. وكانت قضية القضايا كلها وتراجيديا عصرنا فلسطين من ضحايا تلك الفوضى، وضحايا السبات الحضاري وليس السياسي فقط الذي اوصل امّة الى الحضيض واصبحت امّة بعد ان فقدت الشدّة على حرف الميم!.
وقد لا يعرف من خلطوا حابل الوطن بنابل النخاسة ان للتاريخ ايضا قيامته، وهي على الأغلب عاجلة وليست آجلة، وما حدث مؤخرا لقضية تثاءبت داخل تابوتها وكسرته وافزعت السائرين في جنازتها بحيث لاذوا من الجغرافيا والتاريخ معا الى العدم !
الآن يقف في اقفاص الاتهام قطيع من اللصوص الذين كرهوا الشمس وعشقوا الظلام كي تستطيل ايديهم، والذين يحاكمونهم امام الملأ كله ليس قضاة بل اطفالا وارامل وشهداء، تقاضى هؤلاء اللصوص ثمن دمائهم في بورصة يصول ويجول فيها شهود الزور! والشعوب تستوحي حكمتها من خالقها لهذا فهي تمهل ولا تُهمل، ومن ظنّ انه نفذ بجلده وبما سرق سوف يتعثر بطلّه رغم افراطه في الحذر؛ لأنه المريب الذي يقول لسان حاله خذوني!.
كانت الاعوام العجاف وفترة السبات القومي اختبارا سياسيا واخلاقيا، رسب فيه من لم يفرق بين الكرامة ونوع من الصابون وبين الراية والكفن، اما من مكثوا على قيد الهوية والنسب النبيل فقد حملوا ما تنوء به الجبال وتشبثوا بالجمر حتى احترقوا واضاؤا ولأجلهم اشرقت شمس هذا النهار!!.
الدستور 2017-12-18