ذات الشعر الذهبي!
-1-
الذين رأوا في أيقونة فلسطين عهد التميمي الأسيرة الآن في سجون القتلة المتوحشين، مجرد شَعَر غير مغطى بـ «خرقة» قماش، هؤلاء وضعهم محزن حقا، فهم كمن يختزل الإسلام بإبريق الوضوء البلاستيكي!
ولا أريد أن أزيد إلا أن أذكّر ببيت شعر لخليل مطران بإمكان من يجهل قصته البحث عنها:
مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالاَ
-2-
قرأت تغريدة بالأمس للأمير علي بن الحسين من موقعه الرسمي مناديا بحرية عهد التميمي: «هل هذا ما يخيف إسرائيل حقا يا نتنياهو؟ فتاة بعمر 16 عاما، تملك الشجاعة لتقف من أجل حقوقها كطفلة في وجه المحتل غير القانوني الذي يكسر كل أنظمة القانون الدولي؟ «حرروها»!
-3-
والد عهد، باسم التميمي، كتب على صفحته في فيسبوك، حينما عاد من محاكمة عهد، قائلا: عدت الآن من المحكمة حيث اللاعدل ومظاهر الظلم والتمييز واللاانسانية هناك كانت عهد على بعد أمتار قليلة، يحجبك عن روحك وابنتك وقلبك ومشاعرك ومستقبلك واملك وكل ما لك، قيد وسجان ونظام فصل عنصري يمعن في تغييب الحق، لم تكن تلك اللحظات سهلة؛ لكن كل احزان الدنيا واوجاع بُعد الابنة والزوجة والإبن الجريح تكون بردا وفخرا وسلاما، حين يشرق التحدي والشموخ في عيني عهد ايقونة المقاومة ورمز التحدي، عهد التي صفعت وجه الاحتلال ووجه العنصرية... يا عهد افتخاري ومحبتي ودفء قلبي والسلام، اليوم بشموخ رغم القيد كانت عهد تتوسط ثلة من المجندات من إدارة السجون، رفضت المحكمة طلب المحامي الإفراج عن عهد ومددت توقيفها إلي يوم الاثنين القادم بحجة وجود ملف سري وان التحقيق لم ينته، وحسب حديث القضاء إن عهد لا تتجاوب مع التحقيق وتصر على الصمت، دمت قوية صلبة مقاومة يا عزنا وفخرنا يا رمزا لجيل النصر والتحرير، غدا محاكمة أصل الحكاية، من غرس في عهد التحدي ناريمان (والدة عهد) التي ستحاكم قانون الاحتلال ونظامه وعنصريته، وغدا سأكون بعد المحكمة في مركز التحقيق، بعد أن طلبت الشرطة توقيفي للتحقيق! لكن سنبقى نتحدى لنرسم معالم الطريق والأمل نحو فلسطين الدولة الحرة اليمقراطية، من بحرنا لنهرنا؛ لنسقط مشروع الاستعمار والاحتلال ونظام الفصل العنصري لنبني مع أحرار العالم صرح الحرية والعدل والسلام !
-4-
مفارقة غريبة، حينما ينتقد «البعض» سفور عهد، وحينما تغطي وجهها صحافة العدو..
هذه ليست نكتة، كما يقول الكاتب والصحفي الدكتور ناصر اللحام، متسائلا: لماذا غطت وسائل الاعلام الصهيونية وجه الطفلة عهد التميمي وأبقت على الكوفية؟؟ والجواب أغرب من السؤال: قرر جيش الاحتلال ووسائل الاعلام الصهيونية تعتيم وجه الطفلة عهد التميمي كي لا يعرف العالم أنها شقراء وعيناها زرقاوتان فيتضامن الغرب معها. وكتب بعضهم هذا السبب علانية. فقرروا تعتيم صورتها وإظهار الكوفية فقط؛ لمنع أي تضامن دولي إنساني مع ملامحها الإنسانية!
هل تصدقون هذا؟ كأني بهم يقولون للغرب إن هذه الفتاة الشقراء الجميلة ذات الشعر الذهبي، لا يمكن أن تكون من أبناء فلسطين السمر! وخشية اللبس، غطوا وجهها، وأنا رأيت صورها في الصحافة العبرية، وهي بلا ملامح!
عهد، وأسرتها، هم أيقونات جديدة، للمقاومة وفلسطين، الابنة في الأسر، والإبن مصاب، والزوجة مطلوبة للمحاكمة، والأب مطلوب للتحقيق، هم يختزلون حالة شعب فلسطين، فطوبا لهم!
الدستور 2017-12-22