التكتيكي يطغى على عقل الدولة
اتفق مع الصديق محمد أبو رمان، بأن بلدنا تحلّق عاليا في مسألة السياسة الخارجية، كما لم تفعل من قبل، واننا نمر بمنعرج خطير، تحاصرنا فيه ادوات حليفة وازمة اقتصادية لئيمة.
في الاثناء، وقف الشعب مع الحكم، قدّم الوطن وهويته وكرامته على الخبز، وبسبب ذلك، شعرت الدولة معنويا وماديا، انها أقوى واقدر على المناورة واحتمال الضغوط.
في الاثناء ايضا، للاسف، في عز التلاحم الشعبي والرسمي، تطل علينا قرارات منع لفعاليات، واعتقالات، تؤشر بشكل واضح على نظرة قاصرة في التعامل مع الداخل الوطني.
لعلي لم أحسم في ذهني بعد، كيفية استشراف المطبخ السياسي الاردني لمستقبل العلاقة مع الداخل الوطني، لكن المؤشرات الاولية ( تجاهل الاخوان، منع حفل اشهار التيار المدني ) تشي بانه لا رغبة عند البعض الحاكم بنقل التوافق الوطني من مرحلة التكتيك الى الاستراتيجي.
هنا سنقع في خطأ كبير، فالقادم اصعب من مرحلة قرار ترامب حول القدس، هناك سلسلة من الضغوط والقرارات الامريكية، ستجعل الاردن امام مواجهة حقيقية في ميادين مختلفة.
يقال القدس شرعية في الاردن، وهذا صحيح، واقول ان الانجاز الاقتصادي لم يعد شرعية، وبالتالي ما احوجنا الى شرعية التفاف الداخل، وشرعية تناغم المؤسسات مع الناس، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
أدرك ان ثمة ثقافة راسخة داخل نادي الحكم الاردني، بعدم اعطاء الداخل اكبر من حجمه المقرر في اذهانهم، وهذا عيب مؤسسي قديم، آن الاوان لتجاوزه.
الظرف مختلف، والتحديات لم نعاينها منذ تأسيس الدولة، طريقة النجاة الوحيدة المجربة، هي الداخل الاردني، هو الحل، لانه صبور، يقدر المحنة، يتكيف معها، فالمنطق يقول: مأسسوا الحب بين الناس والحكم، فهذه افضل الخيارات.
السبيل 2017-12-25