حرب جديدة لتغيير الحقائق القديمة
نتائج تصويت مجلس الأمن التي أتت على اجماع 14 دولة رفض قرار ترامب مقابل امريكا، ورغم الفيتو التي عطلها مضافا اليها نتائج تصويت الهيئة العامة للامم المتحدة التي أتت على رفض 128 دولة للقرار، ورغم عدم اتاحة الفيتو هنا إلا ان الشعور العام بهزيمة ترامب الدولية لن يحقق نتائج ملموسة على الارض على ما فيه من رفع للمعنويات وكشف للحقائق وحسب.
وليس القصد التقليل من حجم التأثير الذي تحقق على الساحة الدولية وانما تبيان مدى الغي والصلف الامريكي والاسرائيلي واستمرار تحديهما لارادة المجتمع الدولي والتغول عليها، بما يحقق وينتج المزيد من الجرائم والانتهاكات، حيثما تتواجد قوات امريكية في شتى بؤر الصراع ومثلها واكثر ما يقوم به جنود الاحتلال اليهودي ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
الان، ماذا بعد، وهل يمكن الاكتفاء بما تحقق وفعاليات الانتفاضة الدائرة في الاراضي المحتلة، والى اي مدى ممكن ان تستمر وفيما اذا ستحقق انتصارا منفردا، طالما ليس بوسع العرب والدول المتضامنة سوى تسيير المظاهرات الاحتجاجية ضد قرار ترامب الان، او تلك التي ستأتي قريبا كشكل داعم لها، ثم هل يمكن المراهنة على تحرك دولي من نوع جديد يوفر وسطاء جدد لايجاد حلول ما، ام ان على الجميع ادراك ان الاسرائيلي لا يريد حلا وانما ابتلاع كل فلسطين، وفرض سيطرته على القدس بما يعني مواجهته بذات الاسلوب.
الحرب الممكن شنها اليوم ضد العدو الاسرائيلي ليس لها الان سوى جبهة واحدة، انطلاقا من جنوب لبنان يخوضها حزب الله الى جانب ايران، او انطلاقا من الجولان بقوات سورية ايرانية، مع ترك خيار جنوب لبنان جبهة ثانية، وبطبيعة الحال فان مثل هذا التحول هو الذي سيفرض عناوين جديدة لا يستطيع العرب معها الوقوف ضد ايران، طالما عنوان الحرب تحرير القدس وهزيمة العدو الاسرائيلي، ومثل هذا الاحتمال حاضر بدلالة ما يجري في سورية ولا تحتاج طهران سوى لتوسعة فتحة البيكار على اساس صدقية توجيه صواريخها حيثما تصل الى كل ما يهدد ما هو امريكي.
السبيل 2017-12-25