السودان .. دلالات الانفتاح على أنقرة وموسكو
استقبلت العاصمة السودانية الخرطوم يوم امس الاحد رئيس الجمهورية التركي طيب رجب اردغان؛ وفي ذات التوقيت صرح مساعد رئيس الجمهورية السوداني «عوض الجاز» لوسائل اعلام سودانية» بان رئيس الجمهورية عمر البشير بصدد توجيه الدعوة للرئيس الروسي»فلادمير بوتين» لزيارة السودان قريباً»؛ تصريح جاء بعد اختتام اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية - الروسية.
السودان لا يقتصر انفتاحة على تركيا وروسيا بل يمتلك علاقات قوية مع بكين منذ زمن طويل؛ فالتطورات الاقليمية والدولية حولت السودان الى بؤرة اهتمام دولي واقليمي؛ وانفتاحة الواسع على انقرة يسير بالتوازي مع تطوير العلاقات الروسية السودانية؛ فروسيا لاتخفي رغبتها بتطوير علاقاتها بالدول العربية في شمال وشرق افريقيا والبحر الاحمر؛ توجه يسير بتناغم مع التوجهات التركية التي تتعاون مع روسيا في العديد من الملفات الاقليمية والدولية.
فالتحركات التركية والروسية تحمل دلالات قوية على وجود تعاون بين الدولية الطامحة والقوى الاقليمية الصاعدة؛ الامر الذي يمثل فرصة تاريخية للسودان للبدء بعملية اعادة تموضع تضعه في مصاف القوى الاقليمية شرق القارة الافريقية مستفيدا من المناخ السياسي الدولي والاقليمي المتغير؛ مطلقا مرحلة جديدة شرق القارة الافريقية والبحر الاحمر تكون السودان محور الارتكاز فيه؛ بحيث يصعب تجاوزها من قبل قوى الاقليم المتنافسة والمتصارعة.
تحرك السودان الايجابي وانفتاحها الواسع على قوى الاقليم الفاعلة والقوى الدولية الطامحة مؤشر على فاعلية السياسة السودانية وحيويتها وقدرتها على التأثير في التوزنات الاقليمية والدولية في القارة الافريقية والبحر الاحمر؛ امر يفضي الى توازن ايجابي لا في علاقات السودان البينية فقط بل انه يشجع ويفتح المجال لدول الاقليم وقواه لمزيد من التعاطي الايجابي مع التوجهات الجديدة للخرطوم ولروسيا وتركيا، بما يسمح بتحقيق الاستقرار في اقليم البحر الاحمر وشرق القارة الافريقية؛ امر من الممكن ان يمتد تأثيره الى ضفتي باب المندب في اليمن والصومال مستقبلا.
السودان نموذج ومحفز قوي للعديد من الدول العربية والافريقية للانفتاح بشكل واسع على التوجهات الايجابية لروسيا وتركيا؛ خصوصا وان وزير الخارجية المصري ومن على منبر صحيفة الاخبار المصرية ابدى رغبة في الانفتاح على تركيا وتجاوز العقبات التي تقف عائق امام تطوير علاقة البلدين؛ امر لا يبتعد كثيرا عن تحركات موسكو التي باتت فاعلا مهما ومعنيا بردم الفجوات بين القوى الاقليمية وملء فراغات سياسية بقاؤها سيقود الى نشر الفوضى وحالة انعدام الاستقرار في اقليم غرب اسيا؛ وشمال وشرق القارة الافريقية؛ فتعزيز التعاون بين قوى الاقليم يعتبر هدفا استراتيجيا لروسيا في المرحلة المقبلة تمهيدا لاستحقاقات حقبة جديدة في غرب اسيا وشمال افريقيا.
السبيل 2017-12-25