حقيقة وثيقة " أبو ديس " في اتفاق عباس - بيلين

تم نشره الأحد 31st كانون الأوّل / ديسمبر 2017 01:23 صباحاً
حقيقة وثيقة " أبو ديس " في اتفاق عباس - بيلين
د.فطين البداد

لكي لا نكون شهداء زور ، فإن ما تم تداوله عن اقتراح بجعل أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية   التي أنهتها التطورات الأخيرة ، لم يفاجئ حتى العامة من الفلسطينيين والعرب الذين تابعوا سير المفاوضات  الفلسطينية الإسرائيلية السرية ، فيما عرف  بأوسلو " ب " والتي جرت في العام 1995  وتم بموجبها وضع اتفاق شبه نهائي يحسم أمر القدس ، عرف باتفاق " بيلين _ ابو مازن " وهو من ضمن اتفاق سري أنكره الرئيس عباس ولا زال ، تم التوصل إليه إبان  تسنمه موقع نائب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ،  مع نائب وزير  الخارجية ألإسرائيلي  في حينه يوسي بيلين - رئيس حركة مريتس لاحقا -  حيث تم التوصل لتفاهمات حول مجمل الوضع النهائي ومن ضمنه أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل وأن يكون رئيس بلديتها يهوديا ، وأن تكون أيضا ، عاصمة للدولة الفلسطينية ، ولكن :

 أي قدس تعنيه إسرائيل ويعنيه التفاهم المذكور ؟..

 إنه  بلدة أبو ديس المحاذية للمدينة المقدسة كما تسرب في حينه  .

 ولكي نزيدكم من الشعر بيتا ، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت ، طلب رسميا اتفاق بيلين - أبو مازن ليكون مرجعية له خلال مفاوضاته مع السلطة ، وهذا أمر لم يعد مخفيا ونشرته كل وسائل الإعلام الإسرائيلية في حينه وبإمكان القارئء الكريم العودة إليه من خلال محرك البحث جوجل أو غيره .

ومن ضمن ما تسرب عن هذه الوثيقة والتي لم يوقع عليها أبو مازن كما تقول كل المرجعيات ، رغم وجوده كطرف رئيس فيها ، أن الطرفين اتفقا  على أن يتم الأبقاء على المستوطنات في الضفة ويحافظ المستوطنون فيها على جنسيتهم الأسرائيلية ، وأن لا تتم عودة اللاجئين إلى بلداتهم ومدنهم الأصلية بل إلى الدولة الفلسطينية الموعودة ،  وأن يتم تقسيم القدس مع ضمان أن يكون رئيس بلديتها يهوديا ، وظل بيلين يرفض الحديث عن هذه الوثيقة  إلى أن اعترف بها في العام 1999 حيث أكد بأن عباس وافق على اعتماد أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية ، وفق ما قال .

  ولأنني أنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب ، كما يقول المثل الدارج ، فإني أفترض تصديق ما يقوله الفلسطينيون الرسميون وأنفي وجود مثل هذه الوثيقة ، ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فكيف تطابق ما نشر في العام 1995 وتم تأكيده عام 1999 من قبل أحد  الأطراف ، مع ما يروج هذه الأيام من أن مشروع ترامب يحدد أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية المقطعة الأوصال ، وأن يوضع جسر أو نفق لعبور المسلمين إلى المسجد الأقصى ؟.

 كيف تحدث هكذا مصادفة ، وهل في السياسة مصادفات ، أم حسابات ؟؟ .

وكما قلنا ، فإن واقع الحال وظروف القضية الفلسطينية الآن يتطلب أن ننكر جميعا مثل هذه الوثيقة وأن نعتبر الحديث عنها الآن مجرد ضغوط إسرائيلية على القيادة الفلسطينية ، وهكذا نحصن البيت الفلسطيني ، ونمنع تشرذم العرب  ونؤكد في الوقت نفسه أن مثل هذه الوثيقة ، حتى لو وجدت   فإنها كانت " تفاهمات " بين رجلين وليس بين مؤسستين ،لان العبرة في النتائج وليس في البدايات .

موقف القيادة الفلسطينية الآن موقف واضح ومهم ، وإذا تم تغييره باتجاهات تنحرف عن المسار الوطني المطلوب ، فإن وثيقة بيلين - ابو مازن هي التي ستثبت نفسها حينذاك ، ولن يعود الأمر بحاجة لأي اجتهادات أو تفسيرات . 

  لا تدعوا العدو يحرف مسار الإجماع العربي والدولي حول القدس بحديثه الخبيث الآن  عن مثل هكذا وثيقة وعن أبو ديس ، ولتظل الأعين مصوبة على بيت المقدس ، فهو البداية ، وهو النهاية  ولو كره الكارهون . 

د.فطين البداد

جي بي سي نيوز 2017-12-31



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات