أبو عمار بدون مناسبة!
نتذكّر أبا عمّار ياسر عرفات الآن، فهو الذي أصاب وأخطأ ومات على صواب بسمّ يهودي، ولا ننسى أنّه حين عاش قليلاً في غزّة بعد عودته، وقف على شُرفة تُطلّ على البحر، وحين اشتمّ رائحة الملح، قال: هذا هواء بحر فلسطين، ويُقال إنّ عينيه كانتا تحملان دمعة طفل فرح…
كان ذلك مع أوّل مطبّات أوسلو التي وقع فيها، ولكنّه بعد سنوات قليلة، وبعد كلّ رموزات السلطة وتكسّرات الاتفاق مع العدو، ظلّ يقول: اتركوهم يبنون مستوطناتهم فكما أخذوا مدننا وقرانا وسكنوا فيها، سوف يجد شعبنا الكثير من البيوت المفروشة الجاهزة للسكنّ فيها، فكما تركها أهلنا بالقهر سيتركونها هم بالسلام.
ولكن السلام لم يأت، وراح الرجل ضحية ألعوبة تاريخية مدروسة وقع فيها، مع أنّه رمز تاريخي فلسطيني، لم يترك مساحة للاشتباك مع العدو دون خوضها، من أقصى الحرب إلى آخر السلام.
حزب الليكود يعلن أنه سيضمّ مستوطنات الضفة والقدس إلى إسرائيل، والسفارة الاميركية صارت فعلياً في القدس، وهذا أقلّ ما أتى به السلام لنا من كوارث، ورحمك الله يا ياسر عرفات الذي مات نادماً على أكذوبة السلام التي انطلت عليه.
السبيل 2018-01-02