أخطأ الغائبون عن الجلسة
لاقى غياب نواب كتلة الإصلاح عن جلسة تصويت الموازنة انتقادا شعبيا، والسبب، أن لعبة الأرقام التي ظهرت بعد التصويت، تقول إنهم لو حضروا واصطفوا الى جانب «رافضي الموازنة» لسقط المشروع تحت أقدام النواب.
ما يظنه الناس غير صحيح، هناك مهندس لمجلس النواب، يراقب عن كثب، يعرف كيف يتصرف، لن يسمح بسقوط الموازنة، فلو حضر نواب كتلة الإصلاح لتغيرت خارطة التأييد والرفض للموازنة بشكل يسمح بتمريرها.
لكن رغم ذلك، كان غياب النواب خطأ، فقصة الغياب والمقاطعة لم تعد مجدية في الحياة السياسية الأردنية، واستغرب أن يوافق الدكتور عبدالله العكايلة على ذلك، فالرجل تاريخيا محسوب على مدرسة الحضور والتأثير.
علينا أن ندرك، أننا نقف على تجارب نيابية تختلف عن مجالس التسعينيات، فنفوذ الحكومة على المجلس كبير وسريع خاطف، فلا معاناة كبيرة أمام ضمان التصويت على أي مشروع، ولا إشكالات تذكر أمام هندسة المواقف وتوجيهها.
من هنا، استطيع الجزم بأن لغة الاشتباك السياسي المباشر مع الواقع والملفات، هي الطريق الأصوب للتأثير فيها، لا سيما أن الموازين مختلة وبشكل فاضح لحساب توجهات الحكومات.
عودة الى الغياب عن جلسة الموازنة الأخيرة، مرة أخرى، لو حضر الغائبون، لتغيرت خارطة التصويت، ومرت الموازنة، لكن الحضور، من جهة أخرى، سيكشف بطولات من زعم أنه رفض الموازنة كموقف مستقل.
على كتلة الإصلاح، ألا تتحسس من النقد، فلسنا اليوم بصدد لعب دور الضحية التاريخي، مللناه، وآن الأوان كي نشتبك دون مواربة مع الملفات، وأن نستفيد من قوتنا وضعفنا على السواء.
السبيل 2018-01-02