مقاطعة المطبعين
من دون مقدمات، وبعد أن فشلت كل المناشدات، والنداءات، ومحاولات أيقاظ ما تبقى من ضمائر لهؤلاء المطبعين – على فرض انهم يمتلكون ضمائر..الخ، ندعو وبالفم الملآن، وبالصوت العالي الى مقاطعة هؤلاء المطبعين، وعدم التعامل معهم، ونبذهم اجتماعيا، بعد أن اختاروا الخندق الصهيوني.. خندق أعداء الامة، وبعد أن قرروا التخلي عن أهلهم وشعبهم ووطنهم، وباعو انفسهم بثمن بخس. دراهم معدودة.
لا نعرف السبب الحقيقي وراء اصرار المطبعين على اقتراف هذه الجريمة البشعة، والغرق في مستنقع العمالة حتى الراس..
أهو قصر النظر ؟ أم قلة الوعي؟؟
أو هل هو الرشوة الصهيونية وحسناوات تل ابيب ؟
أم هو الحقد والكراهية على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني.. وعلى أطفال فلسطين ؟ الذين اصبحوا الكتيبة الاولى في الدفاع عن مقدسات المسلمين والمسيحيين.
أم هو الوقوع في حب القتلة.. ومصاصي الدماء.. اتباع الاسخريوطي، الذي خان السيد المسيح عليه السلام، وباعه بثلاثين درهما من فضة ؟!!
أم هو الاعجاب “بشيلوك” المرابي اليهودي الأشهر في التاريخ ـ وبشخصيته اللئيمة، كما صورها شكسبير في رائعته “تاجر البندقية” ؟؟!!
لا نملك جوابا شافيا...
ولكن نجزم أن هذه الظاهرة –اللعينة، وجدت في كل المجتمعات التي تعرضت للاحتلال والاستعمار... وعانت من الهزيمة والاذلال..
ففرنسا عانت من الجواسيس والعملاء الذين تعاملوا مع النازي، وعلى راسهم الجنرال “فيشي”.. وبلغ عدد العملاء الفيتناميين الساقطين في الفخ الاميركي مئات الالوف، وتاريخ دول اميركا اللاتينية متخم بمن خانوا اوطانهم وتعاونوا مع “السي.اي. ايه”..بدءا بالجنرال “بينوشيت” الذي تآمر وانقلب على المناضل الاممي، رئيس تشيلي المنتخب “الليندي”، وحكم بعد ذلك تشيلي بالحديد والنار، وارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه لارضاء اسياده الاميركيين.
وكانت النتيجة الحتمية.. أن انتصرت الشعوب..انتصرت الثورات..انتصر الحق وهزم الباطل،ولقي الجواسيس والمطبعون مصيرهم البشع، وهذا ما ينتظر الجواسيس والمطبعين العرب الذين باعوا انفسهم للشيطان الصهيوني، وها هم يهرولون ليلا ونهارا الى تل ابيب. ويصافحون الايدي الصهيونية النجسة التي تشر بدماء أطفال فلسطين.
وعود على بدء..
فاننا ندعو الحكومات العربية الى وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني علنا، واتخاذ العقوبات الرادعة بحق المطبعين، دعما للقدس والاقصى، وحفاظا على سلامة الامن الوطني والقومي لهذه الاقطار.. ويكفي التذكير في هذا المقام بشبكات الجواسيس التي اكتشفت في لبنان ومصر في السنوات الاخيرة.
كما وندعو المواطنين العرب من الماء الى الماء الى مقاطعة هذا النفر من المطبعين، الذي ارتضوا ان يكونوا في جيب الكنغر الصهيوني.
ندعو الى مقاطعتهم اجتماعيا،واقتصاديا وفي كل المجالات، وعدم التعامل معهم، والتشهير بهم بكل الوسائل، وعدم الصلاة عليهم في مساجد المسلمين، وعدم دفنهم في المقابر الاسلامية.
فهذه الاجراءات القاسية – في تقديرنا- هي الكفيلة بقطع دابر هذه الظاهرة الحقيرة، التي لطخت وتلطخ سمعة الامة كلها.
وفي هذا الصدد...
لا بأس من الاشارة الى ان العرب قبل الاسلام وبعده، كانت ترجم قبر ابي رغال وهم في طريقهم من الطائف الى مكة المكرمة، جزاء وفاقا لخيانته لوطنه وشعبه وللبيت الحرام، وقيامه بارشاد ابرهة الحبشي لاقصر الطرق لهدم الكعبة المشرفة.
باختصار..
لا مناص امام الامة كلها من وقف التطبيع مع العدو، دعما للاقصى والقدس، ولا مناص من معاقبة الذين يصرون على التطبيع، ومقاطعتهم اقتصاديا واجتماعيا وفي كاقة المجالات، والتشهير بهم، كسبيل وحيد لقطع دابر هذه الوباء الذي يشكل خطرا على الامة كلها.
انهم كالسرطان بل أشد ضررا.
الدستور 2018-01-05