التعليم السياحي!!

تم نشره الإثنين 08 كانون الثّاني / يناير 2018 12:18 صباحاً
التعليم السياحي!!
خيري منصور

ما اعنيه بالتعليم السياحي لا علاقة له بالسياحة ومعناها التقليدي، بل هو تحويل اهم منجزات العقل البشري الى تجارة بحيث يخضع التعليم لمعايير الربح والخسارة، بمعزل عن استراتيجيات او اهداف قومية، حتى التجارة لها حدود ما ان تتخطاها حتى تصبح بحاجة الى اسم آخر.
ومنذ المعلم الاول ارسطو الى آخر معلم في ايامنا مرورا بالمعلم الثاني وهو الفارابي صاحب المدينة الفاضلة كان التعليم على رأس اولويات الامم التي قررت ان لا تعيش بالعلف وحده كالبهائم، وحتى من الناحية الدينية كانت الكلمة هي البدء والموعظة الاولى هي إقرأ، وهناك شعوب نسبت الانتصارات والهزائم التي عاشتها الى المعلم كما فعل الالمان في الحرب العالمية الثانية ومنذ تلك الهزيمة والمعلم يحظى باهتمام استثنائي في المانيا، لأن مفكريها وفلاسفتها رأوا ان المعلم هو الذي يحدد اتجاه سهم البوصلة فكريا واخلاقيا، وحين قال شاعرنا العربي ان المعلم كاد ان يكون رسولا لا بد انه قرأ ما كان يحظى به المعلمون في تاريخنا من مكانة ويكفي ان نذكر كيف تنافس الامين والمأمون ابناء هارون الرشيد على حمل حذاء المعلم الذي كان يتولى تدريسهما، وربما لهذا السبب اصبح المأمون من اكثر الخلفاء المسلمين اهتماما بالعلم والثقافة ويقال انه كان يعطي مؤلف الكتاب او المترجم وزنه من الذهب!.
الان دخل التعليم السياحي الى معجم التجارة ولم يسلم من الخصخصة وبورصاتها واسهمها، واذا كان هناك سياحة طبية او سياحة دينية فإن الامر يختلف قدر تعلقه بالتعليم؛ لأن اخضاع هذا الهدف الحضاري النبيل لمعايير الربح والخسارة هو بمثابة تجهيل مُقنّع، فالهدف من التعليم ليس نيل درجة علمية وتعليقها على حائط، وليس ايضا مجرد مطيّة للتعاقد الموسمي، ولأنه اصبح كذلك فقد تضاعف عدد المتعلمين بقدر ما تناقص عدد العلماء.
وما نسمعه احيانا من طرائف عن اميّة الطلبة الجامعيين يشعرنا بالفزع، وفساد التعليم كفساد الملح الذي يتيح للعطن ان يتسلل الى كل شيء !!

الدستور 2018-01-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات