الرفض بالسخرية أشد وقعاً
ذات زمن ليس بعيد، قررت دولة عربية مجاملة اخرى فأعلنت قطع علاقاتها مع ايران، فما كان من خارجية طهران إلا اصدار توضيح بأن تلك الدولة لا ترتبط بعلاقات معها ولا تبادل سفارات وكان الامر مثار تندر ربما ما زال مستمرا.
وهنا عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتندر والتعليقات الساخرة على قرار الخارجية قطع علاقاتها مع كوريا الشمالية، بتبرير انه انسجام مع سياسات دول حليفة، والخشية ان تعلن بيونغ يانغ ان لا علاقات أساسا بين البلدين.
وكثيرة الفكاهات التي تم اطلافها وبينت روح دعابة الشعب الموصوف جورا بالعابس، ومنها انه ما كان ينبغي لناصر جودة الذي سجل رقما قياسيا في الخارجية ان تفوته فرصة اتخاذ القرار التاريخي، وغير ذلك نشر صور لكيم ايل يظهر فيها بائسا وحائرا تحسبا من القرار، وكذلك تلك التي تقول انه يبحث في الاطلس اين نقع تماما وما الى ذلك وما كانت الحكومة تحتاجه اصلا.
يلي ذلك في مطالعات امس واليوم على المواقع ما جره رئيس الحكومة على نفسه بإعلانه السفر لأمريكا لإجراء معالجة تداخل جراحي، حيث افاض النشطاء وغيره بالتعليقات الساخرة جدا التي منها انه سئل لم لا تتعالج بالبشير، فأجاب انه لا يريد الموت، او عن الجهة التي حصل منها على اعفاء بعد منعه ذلك، وهناك ما هو اكثر ضراوة وشدة تراوحت ما بين التندر والنقد.
قبل ذلك اكتظت المواقع بالتعليق على الحكومة والنواب بسبب تمرير الموازنة ورفع الاسعار والضرائب، ونالت تماما من الرئيس بسخرية فيما خص عودته عن عدم رفع اسعار البولوبيف وطاقم حكومته وخصوصا منهم وزير المالية، وذات الامر بالنسبة للنواب، واكثر من التعليق السخر علهم نشر الوريقات الصغير التي ارسلوها لرئيس الحكومة تضامنا معه واشهرها التي جاء فيها «سوف افشلك غلك الان».
المقصود انه اضافة لمظاهر الاحتجاج في الشارع التي عمت كل ارجاء الوطن وهي موجبة للاخذ بعين الاعتبار للتخفيف عن كل ابناء الشعب وليس شريحة صغيرة منه، فإنه اضافة إلى ما عبر عنه الرأي العام على مواقع التواصل اليها ينبغي ان يفسر على انه ليس احتجاجا، وحسب وانما رفض ينبغي التمعن فيه من صاحب القرار وعدم تركه قيد الاهمال.
السبيل 2018-02-04