نعم لزج إسرائيل في الكلفة السورية
يمكن وصف سقوط طائرة اف 16 الاسرائيلية بأنه بداية تطور نوعي في الازمة السورية، قد يتم احتواؤه، لكنني شخصيا سعيد جدا بدخول اسرائيل على خط الكلفة للازمة السورية.
الى اي مدى يمكن ان تتطور حالة الاشتباك الجديدة بين اسرائيل من جهة، والنظام السوري زائد حلفاؤه من جهة اخرى، لا نعلم اجابة محددة.
هناك احتمالات بالحرب الشاملة او المحدودة، وهناك ايضا احتمالات اكبر، باحتواء الازمة وضبطها وعودتها الى طاولة الحديث الروسي الامريكي.
لكن الاهم، ان النظام وحلفاءه، قرروا الرد على القصف الاسرائيلي المستمر لمكامن قوتهم وتخطيطهم، وهذا جديد لم يكن سابقا، ولا نعرف كيف ستتصرف ازاءه تل ابيب، التي اباحت لنفسها حق منع ايران وحزب الله من بناء قوتهم على الاراضي السورية.
هل ستترك اسرائيل ايران تتنفس وتتمدد كما تريد في سوريا خوفا من الحرب الشاملة، هل ستردعها سقوط الطائرة عن تكتيك «الضرب الاستباقي» للقوة الايرانية في سوريا.
كلها اسئلة مفتوحة للنقاش، كما ان الفاعل الروسي والامريكي سيكونان على الطاولة ليقررا بنسب مختلفة اتجاهات الامور بعد ازمة سقوط الطائرة.
مرة اخرى، لا اخفي مقدار سعادتي بدخول الكيان الغاصب على خط الاستنزاف ودفع الكلفة جراء ما يجري في سوريا، فقد جلست تل ابيب طويلا مسترخية تحصد ثمار استنزاف الجميع في سوريا.
ها هي اليوم على خط النار، ترى بأم عينها نمو قوة لا تحمل الود لها في سوريا ولبنان، بل ان هذه القوى قررت الاشتباك معها ما دامت تتغطرس وتحاول منعها.
اردنيا علينا مراقبة ما يجري بحذر، فهو اشبه بالتحدي والفرصة معا، فلا ندري لعل تصعيدا هناك يسقط صفقة القرن ويعيد ترتيب الاوراق بشكل يجعلنا اكثر قربا من استعادة القوة التي فقدناها مؤخرا.
السبيل 2018-02-11