هل عاد الحسم العسكري لسوريا؟
يبدو ان فشل سوتشي، سيقود موسكو الى الايمان اكثر بأن حسمها العسكري لم يكتمل بعد، وما اعلن في حميميم من انتصار يجب مراجعته، بالتالي هذا يفسر ما يجري في الغوطة الشرقية من حرب ودمار وارض محروقة.
لم تمانع روسيا تدخل المجتمع الدولي انسانيا، فلم تستخدم الفيتو بحق القرار الاخير، لكنها تريد استمرار القصف والعملية العسكرية، فهي تريد انتصار دون تحمل تبعات جريمتها الانسانية.
الغوطة اليوم وريف حمص هي البدايات، ولا اعتقد ان الجبهة الجنوبية قد تكون بعيدة عن تصعيد قادم ورغبة في الحسم، كل ذلك مرتبط بتطورات ما سيكون في غوطة دمشق الجنوبية.
روسيا كانت تريد تدشين مشروعها السياسي في سوريا على مقاسها، فجاءت بمناطق خفض التوتر، تلتها اجتماعات سوتشي، فإذا بحسابات البيدر مختلفة عن الحقل، واعتقد انها تريد اعادة عسكرة الصراع للتمهيد اكثر لمشروعها السياسي في ارض الشام.
اذا موسكو تنقل الازمة الى مستويات جديدة، او قل تعيدها الى مراحل سابقة عنوانها الحسم العسكري، لكن بصيغة اكثر شراسة وسرعة ودموية.
هذا يفسر كيف ان روسيا مررت وتغاضت عن عملية غصن الزيتون التركية في عفرين شمالي سوريا، فهي ترغب بتدشين اشارات عودة الحرب الى الملف السوري.
بهجومها الوحشي على الغوطة مع حلفائها، تمارس موسكو دعوة لكل الاطراف التي افشلت مخططها السياسي ( اميركا، السعودية، تركيا،المعارضة) للعودة الى الحرب، واذا كان ليس بمقدورهم ذلك، فليقبلوا مرة اخرى المشروع السياسي الروسي.
علينا التفكير في الاردن مليا بطريقة التفكير الروسي الجديدة، وعلينا طرح الاسئلة، فتفاهماتنا مع موسكو ليست مقدسة عندهم، فثمة جديد في عقل موسكو يجب الانتباه له.
السبيل 2018-02-27