تحية إلى المرأة في يومها العالمي
تحية إلى كل امرأة شقت طريقها وسط الزحام، وصنعت مكانتها ودورها في الحياة بإيجابية، وتحملت مسؤوليتها في وظيفتها وعملها في صناعة الحياة بهمة وإيجابية وقوة كبيرة تستعصي على الكسر، وترفعت عن سفافسف الأمور بإيمانها وعلمها وفهمها لمجتمعها ومحيطها وذكائها المتميز.
تحية إلى كل امرأة وقفت إلى جانب زوجها في بناء الأسرة الحانية والنموذجية في رعاية الأبناء من أجل أن يكبروا ويتعلموا الحياة ويشقوا طريقهم باستقلالية وفاعلية لبناء أوطانهم وخدمة شعوبهم بعلم وخبرة متناهية، من خلال رسم خريطة التعاون التي تعظم الإيجابيات وتعالج السلبيات وتتغلب على كثرة المعيقات.
تحية إلى كل امرأة خلفت زوجها الشهيد الذي اختطفته يد المنون على جبهات القتال أو في المواجهة مع نسور الجو ولكل أرملة احتضنت أطفالها بعد وفاة زوجها المريض، وأنقذتهم من براثن اليتم وقسوة الحياة، وسهرت الليالي حتى يكبروا ويتجاوزوا مرحلة الطفولة والمراهقة بنجاح، ويضعوا أقدامهم على طريق التقدم، ويحققوا خطوات نجاحهم الباهر في صناعة مستقبلهم الوضيء.
تحية إلى كل امرأة استجمعت أسباب قوة الشخصية ولم تستلم لمجتمع الذئاب، وجمعت بين صدق الإيمان وجمال الخلق وصلابة الإدارة وقوة الشكيمة، وتجاوزت ثقافة الضعف والخنوع والاستسلام لرق العادات الفاسدة والثقافة البائسة التي تعطلها عن صناعة المجد والشرف الحقيقي.
تحية إلى كل امرأة مبدعة سجلت فناً مبتكراً، أو أصبحت كاتبة وأديبة تسعف الجيل الجديد بصقل الذوق وبناء القيم وتسهم في إرساء معايير الجمال والفن الهادف، بالكلمة الصادقة والعلم الغزير والإحساس الرقيق والعاطفة الجياشة الملتزمة بالخلق والسلوك المهذب، الذي يجذب الاحترام والتقدير الممزوج بأرقى درجات الإعجاب.
تحية إلى كل امرأة سبقت في ميدان التنافس من أجل خدمة المجتمع من خلال صدقها الأصيل وجرأتها المهذبة البعيدة عن التكلف والتملق والتقليد والبعيدة عن الخفة والطيش واستجلاب المديح المزيف، فكانت نموذجاً للشخصية العامة ومثالاً للنساء العاملات.
تحية لكل مديرة مدرسة أردنية ولكل امرأة تسلمت المسؤولية العامة وأتقنت فن الإدارة وأحسنت التعامل مع المعلمات والطالبات والموظفين، وضربت مثالاً نموذجاً بالعدالة والحكمة وامتلاك القدرة على معالجة الأمور، واستطاعت أن تضبط المؤسسة بسهولة ودهاء انثوي حكيم، فكانت مستأمنة على مئات الطالبات اللواتي ينظرن إليها باحترام وإعجاب منقطع النظير.
تحية إلى المعلمات والمدرسات اللاواتي سلخن سنوات طويلة من عمرهن من أجل الإسهام في بناء الجيل الجديد، وإعطاء ثمرة عقلها وجهدها لأبناء مجتمعها بكرم وجود حاتمي يستحق الوقوف إعجاباً من كل رجالات المجتمع.
تحية إلى كل من اقتطعت شيئاً من وقتها لتشارك في العمل العام والنشاط الاجتماعي والسياسي والحراك الحزبي والثقافي، رغم كثرة المعيقات وزحمة الواجبات وتعددها وتفرعها، وعدم تفهم المجتمع في كثير من الظروف، وتحملت القيل والقال واستعلت فوق الجراح.
الدستور 2018-03-09