دخلة فؤاد وصفقة ترامب
قبل فترة وسط دخلة فؤاد في وسط البلد وجدت الفنان فيصل حلمي جالسا على مقعد صغير امام احدى المحلات هناك، توقفت عنده فنهض مسلما وبادرته بالتحية باسمه وعرفت انه لا يذكرني فقد مر عقدين على نشر مقابلة صحفية معه اجراها احد الزملاء حيث كنت رئيسا للتحرير، كان حينها قد زارنا في الجريدة وتعارفنا ووجدناه انسانا كبيرا لا تنقصه الدماثة وطيبة القلب والحضور الحسن، ولم يكن يخفى على احد انه فنان اردني كبير وكان حينها مشهورا باغانيه العاطفية التي لامست اسلوب عبد الحليم حافظ.
اكتب عن فيصل حلمي استشهادا بما ينتهي اليه من هم اساسا رموزا في مجالات ليس منها الفن فقط وانما اخرى تمتد لتطال كل مناحي الابداع وشتى النشاطات والمواهب. وقبل حلمي تخلت الجهات المعنية عن كثير من الفنانين والادباء والصحفيين والرياضيين الذين لولاهم لما كانت الدولة حاضرة الا بسياسيها وبعضهم يخربون اكثر مما يبنون.
الدول الحقيقية لا تتخلى عن ابنائها؛ فما البال ان كانوا رموزا في تشكيل الهوية لها، وبالمجمل تبدو ظاهرة عند اغلب الذين تقاعدوا من اي عمل ما يحملونه من غضب وعتب والم وندم، كما تظهر عليهم الخيبات مما وصل اليه الحال في شتى القطاعات التي كانوا بها روادا.
قيل سابقا والامر نفسه اليوم ان البلد التي ليس فيها كبار لا تكون كبيرة، والتي ليس فيها عظماء لا تكون عظيمة، اما الدولة الظالمة التي تغيب عنها العدالة ويسودها الفساد والاستحواذ فانها على الدوام مجهولة المصير، وليس معلوما لم الحديث يكثر هذه الايام عن استهداف الاردن من خلال صفقة القرن الترامبية، بما يجعل الحاجة ملحة لاعادة النظر في مجمل الحسابات وروح الامل في المستقبل الذي كلما انتهى الى فشل يأخذ معه ما تبقى، والامر يلزمه اكثر من النوايا او استذكار من رحلوا.
السبيل 2018-03-11