استعادة الباقورة بعد سرقتها عام 69
ليس معلوما لمَ يتطوع البعض بشهادة ان الباقورة الاردنية مملوكة ليهود منذ عام 1926، حتى وإن كان الامر كذلك وهو ليس كذلك بالطبع فلم لا يصمت مثل هؤلاء وإن الاولى بهم الانتصار للمصلحة الوطنية والقومية والقول بدلا من ذلك انها اردنية وإن اي وثائق تشير الى ملكية يهود لها لا يعتد بها وانها إما مزورة او فرضت بظروف وإرادة الانتداب البريطاني.
ومع ذلك، فإن اول من اشار او اثار قبلا الى ملكية يهود للباقورة هو رئيس الوزراء الاسبق عبد السلام المجالي، ومعه الوزير الاسبق منذر حدادين، وحينها تم الرد عليهما بحجج وما يؤكد انها للأردنيين، ويكفي العلم ان بيوت البلدة المشيدة من الطين «الخشاش» والزرائب ما زالت موجودة «خرابات» ولم يذكر قط ان يهوديا سكن بها، كما ان مقبرة البلدة موجودة الان وليس هناك قبر ليهودي واحد ايضا، ومعلوم ان من سكان البلدة قبل ان يجبروا على تركها هم من عشائر الهناندة الشوامخ والشواهين والمغاربة والبشاتوة وكذلك عائلات الشلبي وابو اللبن وغير هؤلاء.
بعد نكبة عام 48 لجأ الى الباقورة اهالي سمخ المقابلة لها وكذلك اتوها من طبريا وبيسان وباقي البلدات الفلسطينية المجاورة، وآنذاك كان والدي المرحوم ابو فخري الشواهين هو مختار البلدة، والذي قام بتسجيل اسماء اللاجئين وتم اعتمادهم لوكالة الغوث الدولية، والبلدة انذاك توسعت او ازدهرت قليلا وكانت مركزا في المنطقة، وكان فيها مسجد والعديد من المحلات ووصل عدد المقاهي فيها الى اكثر من سبعة ما يوحي انها عامرة تماما.
استمرت الحياة الاردنية في الباقورة الى ما بعد نكسة 67، اذ لم يتم احتلالها بتلك الحرب ابدا، واذكر انني زرتها قادمين من اربد عام 68 وبتنا فيها ليلة عند اقاربنا لكن ليس في بيت جدي هناك اذ كان انتقل الى اربد، ثم انني زرتها عام 69 بنزهة عائلية وكانت قد خلت من السكان تماما اذ تم نقلهم للسكن في الشونة الشمالية والحمة وباقي مناطق الاغوار الشمالية، بحجة انها منطقة عسكرية، ووقتها وقفنا على مشارف مشروع روتمبرغ لتوليد الكهرباء في منطقة جسر المجامع «ملتقى الاردن مع اليرموك» وكان مدمرا وما زالت معداته في المكان حتى الان، علما انه كان مخصصا بالاعلان لتزويد الاردن وفلسطين بالكهرباء وليس الكيان الاسرائيلي الذي لم يكن قائما اصلا بداية العمل فيه.
وفي ذات العام 69 قامت قوات اسرائيلية بعملية التفاف وحولت مجرى نهر الاردن بالجرافات واسست لواقع جديد استقرت بموجبه في المنطقة، وباتفاقية وادي عربة تمت استعادتها وليس تحريرها كونها لم تكن محتلة وانما مسروقة فقط.
وعليه فإنه في احسن الحالات يكون هناك تأجير لأراضي المشروع في الباقورة وليس بيعا، ولم يكن وقتها مهما إن روتمبرغ يهوديا المانيا او غير ذلك، فهل ذلك يعني انها مملوكة ليهود علما ان مدة التأجير تلك قد انتهت وعفا عليها الزمن.
السبيل 2018-03-27