إنهم يواصلون مطاردة الأقصى.. فكيف نوقفهم؟
حسب صحيفة “هآرتس” الإسرائليية أمس الاثنين، فقد صادقت شرطة الاحتلال لجماعة “أمناء جبل الهيكل”، وهي من الجماعات الأكثر تطرفا في استهداف القدس والمسجد الأقصى، على إجراء “طقوس تمثيل تقديم قرابين عيد الفصح” في أسفل الحرم القدسي، وذلك للمرة الأولى منذ تطبيق هذا التقليد في العقد السابق.
وكانت ما تسمى محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس قضت أول أمس، بالسماح للمستوطنين اليهود بالصلاة على أبواب المسجد الأقصى باعتبار أن “حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب”، كما قالت.
وأجريت الطقوس المشار إليها قرب ساحة حائط البراق (يسمونه المبكى)، وكانت بدأت كعادة سرية تحظى بدعم الحاخامات البارزين، وفي السنوات الماضية تم تمويلها من بلدية القدس التابعة للاحتلال.
المثير في هذه القضية، هو ما ذكرته “هآرتس” ويعكس الاستهداف المتدرج، ولكن المتواصل للأقصى، ولكل المدينة بطبيعة الحال.
تقول الصحيفة إنه “في السنوات الأخيرة اقترب بالتدريج مكان هذه الطقوس من الحرم. في 2015 أجريت في ساحة مدرسة “نوعم بنيم” في مستوطنة “كريات موشيه” غربي القدس، على بعد 4 كم بخط جوي عن الحرم. في 2016 نقلت إلى جبل الزيتون، على بعد 1.5 كم من الحرم، وفي السنة الماضية انتقلت إلى ساحة كنيس “هحوربا”، الذي يقع في الحي اليهودي على بعد 400 متر من الحرم، وهذه المرة كما ذكر من قبل في داخل الحرم.
دعك من جنون هذه الطقوس في دولة تقدم نفسها بوصفها عنوانا للتقدم والحداثة (يتم ذبح شاه، وُيسكب دمها من قبل الحاخامات على أقدام المذبح، ويُحرق لحمها)، وتأمّل في عملية الاستهداف المتدرج للمسجد الأقصى.
ربما ربط البعض هذا التطور الأخير فيما يتعلق بالاحتفال المشار إليه، بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن واقع الحال أن الأمر مرتبط بتوجه لا لبس فيه يؤكد على ان مشروع الهيكل ليس برسم المساومة، انطلاقا من مقولة بن غوريون “لا معنى لإسرائيل بدون القدس، لا معنى للقدس بدون الهيكل”.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كان ولا يزال هو ذاته، ممثلا في الرد على هذا المسلسل من التهويد للأقصى والقدس، فضلا عن الاستيطان في المدينة وعموم الضفة الغربية.
لا حاجة للتذكير بأن فترات الهدوء هي الأكثر ازدحاما بالاستيطان والتهويد، بعكس فترات الانتفاضة والمقاومة، كما هو الحال خلال انتفاضة الأقصى، ولا حاجة إلى القول الى ان الفترة الاخيرة تشيرالى تصاعد الاستيطان والتهويد.
في معركة البوابات الإلكترونية، رأينا كيف تراجع العدو أمام إصرار المقدسيين وبطولتهم، وعموم الموقف في الساحة الفلسطينية، والتفاعل معها في الشارع العربي والإسلامي، ولنتخيل لو تواصلت الانتفاضة الشاملة.. هل سيكون بوسع الغزاة أن يواصلوا هذه المؤامرة في استهداف القدس والمسجد الأقصى، والسير الحثيث نحو مشروع الهيكل؟!!
إنه احتلال لن يرحل من دون أن يغدو وجوده مكلفا، وقد قالت القيادة مرارا إنها لن تقبل باستمرار احتلال بدون كلفة،.. فإلى متى؟!!
الدستور 2018-03-27