هل يتحقق «كابوس» العودة؟
1-
طيلة سنوات خلت، كان ثمة كابوس يخيم على العقل الجمعي الصهيوني، وهو يتمثل في «زحف» أصحاب الأرض الشرعيين نحو أرضهم، حتى لو كان مصيرهم كمصير الفراش الذي يهجم على الضوء ليحترق!
الكابوس المرعب لم يكن بعيدا عن مخيلة الكتاب، فقد تخيل الصهيوني ميشكا بن ديفيد رجل الموساد السابق المشهد على النحو التالي، في كتابه «القرش» الصادر عام 2014: «اليوم، بداية مايو/ أيار 2022 يقتحم الحدود آلاف من الفلسطينيين حاجز بيت حانون ويتقدمون نحو مدينة عسقلان ويبلغ أحد حراس الحاجز القيادة الإسرائيلية بما يرى ويقول إنه حتى لو فرغ ما بحوزته من رصاص فإن الموجات البشرية الفلسطينية ستتقدم وتدوسه هو وزملاءه. كما يبلغ القيادة أن الجماهير الفلسطينية المتدفقة من غزة نحو الأرض المحتلة عام 1948 احتجزت سيارة تابعة لجهاز المخابرات العامة (الشاباك) وداخلها ثلاثة من رجالاتها» ..
الخبير العسكري الصهيوني آلون بن دافيد كتب في صحيفة «معاريف» العبرية أخيرا يقول، أن المخاوف الإسرائيلية تزداد من النتائج الكارثية لمسيرات الفلسطينيين على حدود غزة بعد أيام، بحيث قد يسقط العشرات بين قتيل وجريح..
حسب تأكيدات «بن دافيد»، وهو وثيق الصلة بكبار قادة جيش الاحتلال، أن هذا السيناريو كان غائبا عن أنظار الجنرالات والضباط منذ سنين طويلة، ويبقى التحدي أمامهم: «كيف نوقف آلاف المدنيين الذين يحاولون اجتياز الحدود الإسرائيلية» يضيف، «لا أعلم إن قرأت حماس ذلك الكتاب، لكن الحركة ستكون سعيدة لو نجحت بالتشويش على احتفالات إحياء «إسرائيل» بذكرى تأسيسها السبعين، والزيارة المتوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب». ويكشف «بن دافيد» أن جميع قادة هيئة أركان الجيش الاحتلال وصلوا قبل أيام لقاعدة «تسآليم» العسكرية للوقوف عن كثب على طبيعة التدريبات الميدانية للتعامل مع المسيرات، سواء باستخدام القناصة، وتفريق المتظاهرين، وضع أسلاك شائكة، تجهيز دبابات، المكلفة بوقف تقدم هؤلاء المتظاهرين.
وختم بالقول: «صحيح أنه ليس هناك من مخاوف بنجاح هذه المسيرات الفلسطينية من إعادة احتلال(...) إحدى المستوطنات، لكن المخاوف الجدية تتعلق بإمكانية سقوط عشرات الضحايا؛ ما سيترك آثاره المستقبلية»!
-2-
«مركز أبحاث الأمن القومي» الصهيوني يقترح لمواجهة «مسيرة العودة»:
استراتيجية دعائية لنزع الشرعية عنها وتقديمها على أساس أنها محاولة من حركة حماس لتوظيفها لصالحها، بحيث تنفذ الإستراتيجية قبل وأثناء وبعد تنظيم المسيرة
إطلاق تهديدات عسكرية بهدف الردع.
التنسيق مع الإدارة الأمريكية في مواجهة المسيرة وتبعاتها، وتوظيف القوى الإقليمية للتدخل لدى حماس لمنعها.
مخاطبة الغزيين لحثهم على عدم المشاركة من خلال إلقاء المناشير، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال توظيف الحرب الإلكترونية في السيطرة على وسائل البث العاملة في القطاع، وتشويش كل وسائل الاتصال التي يمكن أن يستخدمها منظمو المسيرة في التحشيد لها.
تخفيف مظاهر الأزمة الاقتصادية بشكل فوري في القطاع للمس بالدافعية للمشاركة في المسيرة
-3-
يوم الجمعة القادم ليس ببعيد، حيث تتزامن فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» مع ذكرى يوم الأرض، والاستعدادات في غزة قائمة على قدم وساق لانطلاق المسيرة، فهل يتحقق «الكابوس» صهيونيا وهو «الحلم» فلسطينيا، بتنفيذ حق العودة حتى ولو في بعده الرمزي، الذي ربما يكون متسربلا بالدم؟
الدستور 2018-03-28