الفتاوى على مواقع التواصل الاجتماعي
يعج موقع التواصل "فيس بوك" بفيديوهات لرجال يظهرون بلباس الشيوخ وعلماء الدين وهم يقدمون الفتاوى حول ما هب ودب اكثرها على الاطلاق مما يثير السخرية والسخط ومن تلك التي لم تكن محل اكتراث، ولكثرة غرابة ما يطرح من فتاوى او حتى تفاسير بات الامر مدعاة للتدقيق والتمحيص لكشف من يقف خلف ذلك طالما كله يحمل الاساءة ويثير الضغائن وليس من شك ان كل ذلك عمل منظم وتقف خلفه جهات لتشويه الاسلام والمسلمين اكثر مما عليه حالهم المثير للحزن والشفقة بسبب من يتزعمون الامة ويدفعون بها كل يوم الى الاسفل من مراتب الامم.
احدهم ظهر وهو يرد على سؤال حول لعبة الورق المعروفة بالطرنيب، مفتيا بحرمة استخدام البستوني كطرنيب على الكبة اذا كان لديه منها، مشددا على عدم جواز التعليم والاشارات والدق باعتباره من اعمال الغش، وآخر يدعي الازهرية يفتي بعدم حرمة البيرة والخمر والحشيش اذا ما تم تعاطيها باعتدال، وغيره افتى بزواج الطفلة شرط موافقتها، واحدهم اقسم انه رأى النبي في المنام وأوصاه بالسيسي، وآخر الصرعات ما خص المتغيرات في السعودية والفتاوى حولها بلا هوادة، فالسينما حلال وكذلك المسرح وتحول التصوير الى فن مباح وكذلك الرسم والنحت، والموسيقى مباحة ايضا والترفيه كله مستحب، ولم يعد الاختلاط ممنوعا ولا حفلات الشوارع وغير ذلك الكثير مما يزيد الخلط واللبس والحيرة من وراء كل ذلك.
لم يعد الازهر مرجعا كما كان قبلا وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تصنف كإرهابية ودور الفتوى في الدول ما زالت تفتي حول بطلان الوضوء والمفطرات في رمضان ولا تقترب من موضوع الجهاد وتحرير الاقصى، وعن خطب الجمعة حدث ولا حرج وهي تتناول السرعة على الطرقات ومواكب الاعراس ولا تمس بكلمة الاسعار والضرائب والفساد، والاكيد ليس الحل هو الذي يأتي من داعش واخواتها فما العمل ليكون الدين هوية معزة وليس خجل منه امام الاجانب.
السبيل - الخميس 3/4/2018