غزة تعلن علو كعبها
امس، كانت غزة على الموعد، استثنائية في الحضور، في الصبر والشهداء، في كل شيء، نعم انها مدينة الرمال المتحركة التي لا تعرف الخضوع ولا الخنوع.
غزة قالت كلمتها بالامس، تحدثت بلغة واضحة لا غموض فيها، ان فلسطين لن تضيع ما دام وراءها من يطالبون بالعودة، وبالتحرير والعزة والكرامة.
القطاع تحركت فيه امواج التسونامي البشرية، نحو فلسطين المحتلة، فسقط منهم الشهداء والجرحى، كل ذلك تم ببسالة وبساطة، دون صراخ وعويل، دون منة او استثمار سياسي.
الوجهة كانت بسيطة، انها الاوطان، فبالامس، صرخت غزة بوجه ترامب وسفارته الموهومة في القدس، واعلنت انها لن تمرر الصفقات، ولن تقبل الصيغ الاستسلامية، ودليلها على كل ذلك الشهداء والابطال.
تخيلوا معي لو ان كل مدن الضفة الغربية، حذت حذو غزة، هل سيصمد بعد ذلك "الزواج الخائن" بين ترامب ونتنياهو، هل سيتحدثون عن تصفية للقضية الفلسطينية.
نعم، انه قدر قطاع غزة، رغم فقره وجوعه وحصاره، قدره ان يلتحم بالمقاومة، يتبادلان الحب، ويؤطران التعبئة الوطنية القائمة على خيار التحرير.
اجمل ما كان في غزة، انها حركة شعبية عابرة للفصائل، ولا انكر ان ثمة دورا لحماس، اقله عدم اجهاض التحرك المليوني، لكن للامانة في غزة شعب جبار يحتاج العلماء لجهد كبير كي يفهموا تركيبته الوطنية الشجاعة النادرة.
لن تقف الامور على حراك الامس، فقد اعلنت غزة موقفها بوضوح، انها تدشن حراكا شعبيا سلميا تحميه المقاومة، ومن اوجب واجباته منع المزيد من التفريط في الحقوق الفلسطينية.
غزة عالية الكعب، غزة ام الشهداء، تظهر كالبدر في الليلة الطلماء، فحين تغيب الضفة بقدراتها الهائلة، نرى ان القطاع يقوم بالواجب، وقادم الايام سيحمل الكثير.
السبيل - الثلاثاء 15/5/2018