نساء خارج المدار!!
آخر نماذج النساء العربيات اللواتي يتفوقن خارج اوطانهن السيدة الفلسطينية رشيدة طلاب، فقد اعلنت عن ترشيح نفسها عن الحزب الديموقراطي لا كرئيسة بل كحاكمة ولاية، لمعرفتها ان تأنيث البيت الابيض لا يزال محرما، ومن سبقتها من النساء العربيات الى تسلم مناصب في باريس ولندن وامريكا وهولندا وسائر بلدان العالم الغربي لم يقفزن بالمظلات او يتسللن من مجلدات الف ليلة وليلة ومصباح علاء الدين بل كن عصاميات الى الحد الذي دفعهن الى الهجرة بحثا عن مجالات غير متاحة في بلاد الاهل وذوي القربى، وهناك اضافة السفيرات ومن تبوأن مناصب في الامم المتحدة واثبتن قدرات تتحدى ملايين الذكور في هذا العصر هناك عالمات نوويات تعرضن للاغتيال والتسميم ولم ينلن الشهرة التي نالها رجال ذوو شوارب ولحى لأن المجتمع لا يزال ينظر بشيء من الاستخفاف بالمرأة، ويعز عليه الاعتراف بأن المرأة حطمت صندوق باندورا الاسطوري وقفزت منه الى مواقع لم تكن جدتها تحلم بها.
لكن بمرور الوقت وتحرير الرجل العربي من سطوة ايديولوجيا الذكورة بات حضور المرأة أمرا لا يمكن تجاوزه فهي كتبت وفكرت وابدعت في مختلف العلوم والمجالات ونسبت اليها براءات اختراع في الفيزياء والكيمياء وعلم النفس!
ولأن هؤلاء يعشن في المنافي وبعيدا عن صخب هذا العالم العربي وانغماساته في شجون محدودة القيمة وقد تكون عابرة فإن اسماءهن لامعة في الميديا بدءا من فرنسا وامريكا الى الشرق الاقصى واشهر الاكاديميات الاسيوية، وهناك احيان كثيرة تتفوق فيها نون النسوة وتاء التأنيث على واو الجماعة وما يرشح منها من احساس موروث بالتفوق.
العربية الآن تشهر امتيازها وعقلها وتحطم ما سماه هنريك ابسن القفص الذي تمردت عليه!
الدستور - الاحد 18/8/2018