«الحيطة الواطية» و«الحيطة العالية»
الكل يهدد المواطنين وهم «الحيطة الواطية» في هذا البلد الطيب أهله.
البنوك تتوعد المواطنين إن ارتفعت عليهم ضريبة الدخل سيسحبون ما تأخذه الدولة منهم فورا من جيوب المواطنين «الحيطة الواطية»؛ يعني أن خزينة الدولة ستزيد إيراداتها، وأن أصحاب البنوك وكبار المساهمين فيها، «الحيطة العالية»، لن تتأثر أرباحهم، وأن المواطنين «الحيطة الواطية» هم من سيتكفلون بتعويض خسارة أصحاب البنوك «الحيطة العالية»، حتى لا تتأثر أرباحهم قيد أنملة.
شركات التأمين، وأصحابها وكبار المساهمين فيها من جماعة «الحيطة العالية»، هددوا كذلك بتعويض ما سيخسرونه جراء رفع ضريبة الدخل عليهم من المواطنين «الحيطة الواطية».
الأطباء والمحامون وكافة أفراد جماعة «الحيطة العالية» سيحذون حذو البنوك وشركات التأمين.
سمع المواطنون كثيرا عن ضرورة حمايتهم، والتخفيف عنهم، لكن كل تلك التعهدات ذهبت مع الريح، أو أنها لم تكن جدية أصلا، تماما كوعود بعض الشيوخ في بعض الجاهات، حيث يصرفون الكثير من الوعود للحصول على عطوة ثلاثة أيام، ثم بعدها يشربون قهوتهم، ويديرون ظهرهم ويمشون.
لا أحد يهتم بـ»الحيطة الواطية»، ولا حتى أولئك الذي اعتلوها ليضمنوا لهم مقاعد تحت القبة، بل لقد اعتدنا على معظمهم أن يسارعوا بالتزلف لأصحاب «الحيطة العالية»، فيما يُبْقون نُمَرَ أحذيتهم صلة وصل بينهم وبين «الحيطة الواطية» التي اعتلوها!!
ستبقى «الحيطة الواطية» حيطة واطية، ولن يستمع لها أحد ما لم ترفع عقيرتها وتصرخ، وترغي وتزيد، حينها سيأتي الجميع عند عتباتها يتمسحون ويستسمحون.
السبيل - الابعاء 10/10/2018