بدري على انهيار أمريكا
يتمنى كثيرون انهيار أمريكا، وللتصحيح، فهم يتمنون انهيار عنجهيتها وظلمها للشعوب العربية والإسلامية، ويتمنون انهيار تأييدها اللامحدود للكيان الصهيوني الغاصب، وانهيار تأييدها ودعمها لحكام العرب والمسلمين المستبدين والظالمين.
مع كل مساوئ سياسة أمريكا الخارجية، ومع كل مساوئها الداخلية، إلا أن انهيارها لا يبدو وشيكا.
عندما تفوز امرأة مسلمة محجبة سمراء من عائلة لاجئة بمقعد في مجلس النواب الأمريكي، وهو ليس أي مجلس كمجالس العربان الديكورية، وتقف بعد فوزها لتعلن أنها فخورة بإسلامها وفخورة بحجابها.
الهان عمر، ذات أصول صومالية، حصدت ذات الـ(36 عاما) 78.4% من أصوات الناخبين في ولاية مينيسوتا.
أيضا حجزت رشيدة طليب المسلمة الأمريكية من أصول فلسطينية مقعدا لها في مجلس النواب الأمريكي، طليب لم تضطر لإخفاء أصولها الفلسطينية للفوز في المقعد، بل أعلنت أنها ستؤدي اليمين في مجلس النواب مرتدية الثوب الفلسطيني.
من قبل تربع على رأس السلطة في أمريكي أسود من أصول كينية.
ستنهار أمريكا حين تفقد قيمها ومبادئها القائمة على الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون ومكافأة المبدعين ودعمهم بغض النظر عن أصولهم، ستنهار أمريكا حين تدخل مربع الاستبداد، وحين لا يستطيع صحفي أن ينتقد رأس الدولة، وحين تصبح مهمة الصحافة والإعلام هي التسحيج للرئيس.
هذا لا يعني أن أمريكا لا تعاني من العنصرية، لكن أمريكا الرسمية تكافح هذه العنصرية، وتلتزم قولا وفعلا بمبادئ الدستور والقانون، وفي الوقت الذي ستزحف فيه العنصرية وتلقي بظلالها على غالبية الشعب الأمريكي سيظهر هذا في نتائج الانتخابات، وحينها سنبدأ العد التنازلي لانهيار أمريكا.
السبيل - الاربعاء 7-11-2018