هل تعجل وزيرا التربية والسياحة بتقديم استقالتهما
عشنا مأساة أخرى: 12 ضحية أخرى نتيجة السيول. من سيتحمل المسؤولية هذه المرة؟ ومن سيستقيل؟
قلنا سابقا إن المشكلة عندنا تكمن في غياب ثقافة الوقاية، وهذا لا يعفي الدولة من تقصيرها، فهي المسؤولة الأولى عن غياب هذه الثقافة.
أمس تغيرت لهجة الحكومة، حيث تحدث رئيسها عن ظروف جوية استثنائية، «وهذه الظروف تمر بها معظم دول العالم وتفوق في بعض الأحيان كل الإمكانات والقدرات، وتؤدي إلى وقوع ضحايا وخسائر حتى في الدول المتقدمة كما نرى يوميا» على حد قول رئيس الوزراء.
هذا الكلام يعني أنه لا داعي للجان تحقيق، ولا داعي للبحث عن المسؤول عن وقوع هذا الكم من الضحايا، وليس هناك داع للبحث عن أكباش فداء، فليطمئن الجميع!!
لكن الرزاز، وكعادته، لم يشأ أن يتهرب من المسؤولية العامة، وأردف قائلا أن كلامه «لا يأتي من باب درء الاتهامات، وهروبا من تحمل المسؤولية، وإنما من باب تجسيد الواقع وإحقاقا للحق».
بعد الذي جرى سيشعر وزيرا التربية والسياحة بأنهما تعجلا في تقديم استقالتهما، بل إن الحكومة ستشعر بذلك أيضا، فالكارثة الجديدة لا تقل عن الكارثة السابقة، خصوصا أننا ما زلنا نعيش ظلالها، حيث كان من المفروض أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد لا أن نفاجأ بالسيول كما تفاجأنا في المرة السابقة.
يقول الزميل موسى كراعين إنه داوم في 2009 في منطقة زيزياء، وكان الناس هناك يشكون من طريق زيزياء مادبا المارة في القرى بين المنطقتين، حيث كانت مجرد مطرة تغلق الطريق، ورد فعل السلطات المحلية هناك لا يعدو إيقاف دورية شرطة لمنع الناس من سلوك الطريق لارتفاع منسوب المياه. رد الفعل ما زال هو هو بعد مرور تسع سنوات!!
السبيل - الاثنين12-11-2018