لقاء رئيس الجامعة الأردنية
كان لقاء أعضاء هيئة التدريس في كليات الشريعة والأعمال مع رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عبدالكريم القضاة، غير تقليدي ولا روتيني، حيث إن الرئيس قادم من الحقل الطبي لكنه يحمل بعض اللمسات الأدبية والثقافية، وله إطلالة جيدة على عالم الإدارة والحوسبة، وربما لاحظت فيه نظرة استراتيجية بعيدة المدى وتتلمس أعماق المستقبل، وهذا أمر ضروري في غاية الأهمية.
الجامعة الأردنية جامعة عريقة فقد تأسست عام 1962م واستطاعت أن تحتل موقعاً جيداً في عالم الجامعات العربية وعلى مستوى المنطقة، وتتمتع بسمعة طيبة على صعيد مستوى الخريجين في كثير من الحقول العلمية، لكن والحق يقال كان بوسع الجامعة الأردنية أن تكون أفضل من ذلك بكثير، وكان لديها من الوقت والامكانات لتكون من أفضل جامعات العالم، ومن أفضل عشرين جامعة على الأقل.
هناك طموحات لدى إدارة الجامعة حتى تكون جامعة الكترونية رقمية من أجل توفير الوقت والجهد والورق والمال، ومن أجل تسهيل العملية الإدارية وتحسين أداء الكادر البشري وتعظيم الإنجاز وبكلفة أقل، وكذلك تسهيل العملية التعليمية والدخول في العالم الالكتروني المدمج، ويشكل ضرورة مستقبلية، بحيث لو لم يتم العمل على ذلك لأصبحنا من مخلفات الماضي، ولا أعتقد أن ذلك من الصعوبة بمكان، وإنما هو ضمن الامكانات المتاحة ويجب تذليل كل العقبات التي تعترض ذلك.
والأمر الثاني السعي لإيجاد «الجامعة المنتجة» وهذا فعلاً كان متاحاً منذ أمد بعيد، من خلال موقع الجامعة الاستراتيجي ومن خلال ما تحويه من خبرات فذة وتخصصات عديدة في كل المجالات بلا استثناء، فالجامعة هي عبارة عن بيت للخبرة ومحل للتفكير الخلّاق لتزويد الدولة والمجتمع بالرأي العلمي المتخصص والاستشارة المعتبرة.
تكلم الرئيس بمرارة عن بعض المسائل التي تلفت الانتباه فهناك ستة عشر مركزاً استثمارياً، مضى على بعضها ما يزيد على (20) عاماً، ولكنها جميعاً لا تحقق أرباحاً بل تحقق خسائر تلحق العجز والضرر بموازنة الجامعة، بما فيها موقف السيارات الذي يعمل بالأجرة، كما تحدث الرئيس عن ثقافة مستشرية لدينا تحتاج إلى علاج جذري وهي المتعلقة باستباحة المال العام، وثقافة المحسوبية في التعيينات.
أمام الجامعة فرص كثيرة تنبثق من هذه التحديات، فهي تستطيع الاعتماد على الطاقة الشمسية لانتاج الكهرباء لتوفير ما يصل إلى (8) ملايين دينار سنوياً، وتستطيع تحويل الشارع الملتف حول الجامعة ليكون شارعاً استثمارياً يدر دخلاً مجزياً للجامعة، وكذلك يمكن العمل على إيجاد شركة تجارية للاستثمار في طاقات الموارد البشرية لديها في مجال التعاون مع مؤسسات المجتمع، بالإضافة إلى إيجاد وقفية تعليمية للجامعة، تستطيع استقطاب تبرعات وقفية من أهل الخير ومن أصدقاء الجامعة وخريجيها من رجال الأعمال والشركات، من أجل إيجاد محفظة استثمارية مثل بعض الجامعات العالمية العريقة التي استطاعت توفير (3,3) مليار دولار سنوياً.
الدستور - الاثنين 24-12-2018