ملء شواغر
ما حدث بالأمس من تغيير على الوزارة كان مجرد مِلء شواغر فقط ولم يكن تعديلا وزاريا بالمعنى المعتاد.
أصبح بعض الوزراء مثقلين بعد الاستقالات التي تمت على خلفية حادثة البحر الميت، إذ لا يعقل أن يدير شخص واحد وزارتين مهمتين كوزارة التربية والتعليم العالي ووزارة العدل، كما لا يعقل أن يدير شخص واحد وزارة البلديات ووزارة النقل. وقد قلنا سابقا إن هذا ليس أمرا طبيعيا على الإطلاق، وكان لا بد من تصحيح هذا الخلل، لكن لأمر ما تأخر هذا التصحيح.
والسؤال هو لماذا تأخر تصحيح ذلك الخلل؟
لا شك أن التعديل الوزاري هو أحد أدوات التصحيح (تصحيح خلل في التركيبة الوزارية)، أو التنفيس (تنفيس احتقان شعبي).
ويبدو أن تغييرات أمس تصب في خانة التصحيح أكثر منها في خانة التنفيس.
استحقت الحكومة إجراء تعديل تصحيحي بمجرد استقالة وزيري التربية والسياحة، لكن يبدو أن صانع القرار تمهل في ذلك؛ تحسبا لظروف قد يصبح فيها التعديل التنفيسي لازما، لكن يبدو أنه طيلة الفترة الماضية لم تصل الأمور إلى درجة تعديل وزاري لتنفيس احتقان شعبي، فقد تكفل مشروع قانون العفو العام وانخفاض أسعار المحروقات وتخفيض الضريبة على بعض السلع بتهدئة الرأي العام، وحان الوقت لتعديل تصحيحي كان مستحقا قبل أشهر.
السبيل- الثلاثاء 22/1/2019