أين القدس في فلسطين؟
ينتظر»الجميع « انتخابات الكنيست الاسرائيلي التي ستجرى في نيسان القادم التي حددها ترمب ونتنياهو للكشف عن مضامين السياسة الموضوعة من الجانبين «لحل القضية الفلسطينية». فأمريكا بتحيزها لإسرائيل وبشكل خاص هذه الأيام» عينك عينك.. «و لأسباب كثيرة تبدو غير مقبولة للفلسطينيين فلن تكون المعلومات الصريحة مفاجأة لأحد.
الخطاب الأمريكي الذي نبناه ترمب هو ما يثير القلق، فهو اليوم في مرحلة تطبيق الاستراتيجيات الاستعمارية وليس التخطيط، وإن سميت «صفقة العصر» بدل» صفقة الشرق الاوسط الكبير «. إسرائيل تمضي طوال هذه السنين ومنذ قبل 1948 في إقامة المستوطنات وبشكل وقح وواسع في جميع أنحاء الاراضي المحتلة . تهدف بذلك لإكثارها وإضافتها الى المستوطنات الكبيرة التي أقيمت حول القدس لتحجزها لها بعد عزلها عن الأراضي العربية الفلسطينية في الضفة الغربية وهي : غوش عتسيون وألفي مناشيه وأرئيل بالاضافة للمستوطنات العشوائية التي تقيمها بشكل استفزازي ونشط في المدة الأخيرة .
نيسان ليس بعيداً لنسمع إعلان ترمب ونتنياهو عن» حلولهم «، وقد عبر عنه الفلسطينيون، بعد الاطلاع بطريقة أو أخرى على « الصفقة «. ولعل أهم ما يناقش ويغيط ويستفز الفلسطينون أينما كانوا، هو ما يتعلق بالقدس عاصمة فلسطين، المنوي تقسيمها إلى عاصمتين الغربية لإسرائيل بالاضافة لتنتقي أيضاً ما يلائمها من الشرقية التي ستكون للعرب مع الأحياء العربية. ولا تكتفي إسرائيل بذلك فكما هي خطتها واستراتيجيتها التي لم تتغير، بل تزداد عدواناً هو ما يتعلق بالقدس القديمة داخل الأسوار فستحرص على ابقاء السيادة عليها المسمى «الحوض المقدس» مع مشاركة الاأردن والفلسطينيين لوجود الاماكن المقدسة فيه.
ولا غرابة إذن، فيما تقوم به إسرائيل من أعمال متواصلة لتغيير معالم المدينة وسرقة ما تبقى من الدور حول ( المسجد الأقصى )، بالاضافة الى الاستفزازات بدخول باحاته وحتى داخله وما تقوم بحفريات تحته لزعزته عله يسقط لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه . فالصورة واضحة، ولن يأتي جديد غير التلاعب بالأقوال والأفعال من قبل ترمب غير العارف بما يفعل لإرضاء نسايبه أقارب كوشنر. ما تسرب للآن من معلومات لا تبشر لخطة سلام ولا بصيص أمل لحل القضية الفلسطينية. وما يوهم ترمب أنه سيحلها هو تكتيكاته للمزيد من ايقاع الاذى بالفلسطينيين عملاً وليس قولاً. فأمريكا ماضية بوقف المساعدات الأمريكية وتضييق مصادر العيش لهم، ولم تخجل وهي تقطع المساعدات عن منظمة( الأونروا) لأطفال الفلسطينيين لتحرمهم من الحليب واللباس والكتب والمدرس أو من صحة وحياة.
لا بد من التوقف طويلاً هذه الايام ونيسان على الأبواب، وقبل أن نعرف عن الصفقة ما نعرف أو المزيد الذ ي سيزيد الهموم، أو يحفز للعمل الفلسطيني والعربي والعالمي الجاد لايقاف، عنفوان الاستعمار الجديد، وبخاصة أن الفلسطينيين عرفوا أهمية «أبواب الامم المتحدة « ومنصاتها العالية وهي ترفع العلم الفلسطيني وبخاصة أن بازدياد أصوات الدول الاعضاء المؤمنة بالحق الفلسطسني في دولته المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس. نعم لقد آن الاوان لحل القضية الفلسطينية من خلال الأمم المتحدة التي أصدرت مئات القرارات، التي لم تطبق، والتي تنص أن فلسطين عربية، ولها شعب صلب لن ينسى وطنه وحقه في الحياة الكريمة...!
الدستور - الاربعاء 23-1-2019