لماذا همْ؟!!
بات من المتعارف عليه أن يحتج أقارب وعشيرة أي مسؤول يتم إلقاء القبض عليه وإسناد تهم له. ويأخد الاحتجاج في الغالب شكل أعمال عنف وشغب يقوم بها الشبان وصغار السن، فيما تأخذ تلك الأعمال مباركة كبار السن والوجهاء، وبعضهم مسؤولون سابقون سواء في سلك الحكومة أم الأجهزة الأمنية.
المحتجون دائما ما يسردون روايتين؛ إما أن «زلمتهم» وقع ضحية لعبة أكبر منه، وإما «لماذا زلمتنا وحده يزج في السجن؟».
كلا الروايتين تنمان على عدم ثقة في الدولة وأجهزتها الأمنية وحتى القضائية. ولا اعتبار هنا للجمل المعترضة بين ثنايا كلام المتحدثين من قبيل «نحترم القضاء» و»نعتز بالقضاء».
الأخطر أن من يعلنون بسلوكهم واحتجاجهم عدم الثقة بالدولة وأجهزتها هم في الغالب ممن كانوا يعملون في الدولة وأجهزتها المختلفة. وهذا يطرح تساؤلا كبيرا: لماذا لا يثق هؤلاء بالدولة وأجهزتها؟!!
والعجيب أن تسمع مبررات للاحتجاج من قبيل «أي هو الفاسد الوحيد في البلد»، «ما يروحو يمسكو اللي أكبر منه»، «يعني هو اللي نهب الدولة وخلى الميزانية 30 مليار»!!
السبيل - الأربعاء 23-1-2019