انطباعات عائد من كأس آسيا
قرابة ثلاثة أسابيع أمضيتها في دولة الإمارات العربية المتحدة متجولا بين ملاعب أبو ظبي، دبي، العين، والشارقة، شاهد عيان في قلب الحدث على أجواء نهائيات كأس آسيا لكرة القدم.
الاتحاد الآسيوي واللجنة المنظمة العليا وكل الجهات المختصة في الإمارات وفرت لنسخة 2019 من كأس آسيا كل أساسيات النجاح.. بل وارتفعت بالمنافسة الآسيوية إلى معايير العالمية.
منافسات على أشدها بين (24) منتخبا عبر (6) مجموعات وعلى (8) ملاعب في غاية الروعة.. حضور جماهيري لافت وأنيق وكبير وملتزم في معظم مباريات البطولة.. مفاجآت بالجملة ألهبت صراع المنافسة وكشفت عن خارطة جديدة لكرة القدم الآسيوية.
فريقنا الوطني لم يكمل الفرحة.. سجل بداية رائعة بفوزين للذكرى على أستراليا (حاملة اللقب) وسوريا (المرشحة للمنافسة) تأهل مبكرا وتربع أولا عن المجموعة الثانية رغم التعادل السلبي مع فلسطين.. بعد كل هذا ارتفعت المعنويات وحجم الطموحات.. أصبحنا نفكر باللقب دون إدراك أن في الطريق مطب فيتنام "المتطورة" ركلات الترجيح هذه المرة لم تنصفنا.. وحدودنا توقفت عند دور الـ(16).. أهدرنا بل فرطنا بفرصة العمر.. نعم كان بالإمكان أبدع وأروع مما كان لولا إفراطنا بثقة متزايدة أمام فيتنام، واذا كنا خسرنا فرصة العمر فقد كسبنا محبة جماهير الكرة الأردنية.
قرابة ربع مليون من أبناء الجالية الأردنية في الإمارات يستحقون التحية على وقفتهم البطولية مع منتخب النشامى..
نطوي صفحة كأس آسيا بما لها وما عليها، وندعو اتحاد الكرة للبناء على أساسها والاستعداد لتصفيات مونديال الدوحة 2022.
اتحدث باعتزاز عن مشاركة نوعية للكرة العربية وكرة غرب آسيا، الفرصة تبدو متاحة هذه المرة أمام الكرة العربية لاستعادة زعامة الكرة الآسيوية.. الإمارات وقطر في مواجهة استثنائية الثلاثاء القادم.. احدهما على حساب الآخر يضمن للعرب حضور النهائي الحاسم.. أحدهم على حساب الآخر قادر على التتويج باللقب لأول مرة.
منتخب إيران ابهرنا بحضور لافت وأرقام قياسية.. (5) انتصارات متتالية تجعله مرشحا بقوة للقب وتمنحه الأفضلية أمام اليابان التي لم تظهر بعد كامل قوتها.
في كل الأحوال.. يمكن القول أن بطولة كأس آسيا بثوبها الجديد حققت كل أهدافها.. نسخة 2019 في الإمارات شكلت منعطفا تاريخيا في مسار البطولة والكرة الآسيوية.. وأكدت أن لا كبير في عالم هذه الساحرة المستديرة.
والله الموفق.
السبيل -الاحد27-1-2019