الخياطون الجدد
وكان الناس سابقا يفضلون الخياط على شراء الجاهز، وكانت مهمة الخياط قياس الطول والعرض لأطراف الجسم ليكون الثوب مناسبا للارتداء وهو يكون كذلك فعلا ويقال فيه عادة انه مفصل تفصيلا، وعلى ما بدا ان قانون العفو لم يكن من الجاهز وانما يتم تفصيله ليناسب مقاسات جرائم بعينها اكثر منه ليكون على مقاس الشعب وهذا ما يجعل الاختلاف والتندر عليه بلا حدود.
الخياط هو مجلس النواب والحكومة تمثل قطعة القماش والذين سيرتدون لباس العفو كثر غير ان ذلك ليس مهما كون القلة التي سترتديه ايضا بمقاس مضاعف عن اولئك الكثر، ولسوف يقال عنه انه مفصل تفصيلا على مقاسهم ويناسب عودتهم وظهورهم على الملأ، وسيعود من هرب للخارج وسيظهر للعلن من كان مختفيا وسيخرج من القي القبض عليه فالعفو عند المقدرة ولسان الحال هو يا دار ما دخلك شر بعد ان تمكن خياط الشعب من تفصيل قماش الحكومة كما ينبغي تماما.
الغالبية العظمى من المهللين لقانون العفو هم الذين عليهم مخالفات سير باعتبار شطب تلك المخالفات بما له ان يوفر عليهم بعض المال لكثرة الحاجة اليه حتى وإن كان مقدار ذلك عشرة دنانير فقط، اما الذين سيكون نصيبهم من العفو ملايين الدنانير فهم الذين يلوذون بالصمت وبطبيعة الحال لم يحضر اي منهم للاعتصام امام مجلس النواب كون العفو سيأتيهم مفصلا حيث يكونون.
العفو سيشمل كل ما انطبق عليه ووقع قبل تاريخ بدء تفصيله او اقراره حكوميا وسيجبيها كلها ومنها بالضرورة قضية الدخان وما شابهها او كان على شاكلتها او حتى اكبر منها، وعليه فإنه لا خوف على هؤلاء ولا هم يحزنون ان هم من الذين تم توقيفهم اخيرا وقبلا او الذين في القوائم ومتروكين، والحال في البداية والنهاية لا يعني عملية تبييض للسجون كما كان متعارف عليه في الماضي وانما تبييض وجوه بعينها على ما يتم تفسيره او تداوله بجد او سخرية.
السبيل - السبت 26-1-2019