مقاربتان لأوضاع الشرق الأوسط
بين قمة وارسو وقمة شرم الشيخ، ثمة مقاربتان للأوضاع في الشرق الأوسط: المقاربة الأولى تعد القضية الفلسطينية القضية المركزية، وأن إيجاد حل عادل لها سيساهم بشكل فعال في جلب الأمان والاستقرار للمنطقة.
المقاربة الثانية تعد أن إيران هي سبب المشاكل والاضطراب في الشرق الأوسط، وعليه فإن التركيز على المشكل الإيراني هو الذي سيجلب الأمان والاستقرار للشرق الأوسط.
المقاربة الأولى يتبناها في الأساس الأردن والكويت والسلطة الفلسطينية ويدعمها الموقف الأوروبي، وهناك موافقة ضمنية على ذلك من تركيا وروسيا.
المقاربة الثانية تتبناها السعودية والإمارات وإدارة ترامب والكيان الصهيوني.
لكن المقاربة الثانية تبدو ضعيفة حتى اللحظة، ورغم الاختلاف الواضح، فإنه حتى أصحاب المقاربة الإيرانية من الأطراف العربية يعترفون بأنه لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية أو جعلها مسألة ثانوية، لكن إدارة ترامب والكيان الصهيوني يدفعان باتجاه ذلك بكل قوة، ولا شك أن مراكز قوى في تلك الدول تتبنى ذات الموقف الترامبي الإسرائيلي، لكن المواقف الرسمية المعلنة حتى هذه اللحظة لا تعكس ذلك.
في قمة وارسو وضع الأمريكان معادلة جديدة لتسوية القضية الفلسطينية مفادها أن حل المشكل الإيراني هو المقدمة الطبيعية والأساس لحل القضية الفلسطينية.
المشكلة في المقاربة الرسمية العربية لحل القضية الفلسطينية هي أنها لا تلبي الطموح الشعبي؛ الفلسطيني والعربي والإسلامي، لكنها تحمل عنوان «الواقعية»، تلك الواقعية التي هشمتها زنود المقدسيين في باب الرحمة.
السبيل - الاثين 25-2-2019