لا فرق بين نتنياهو ويعالون
البرنامج الانتخابي لحزب «ازرق ابيض» الصهيوني، الذي يرمز الى ان دولة «اسرائيل» من النيل الى الفرات، كشف ان هذا الحزب الجديد يمثل الوجه الحقيقي الآخر لكن الاكثر بشاعة لحزب نتنياهو، فهو يعيد ويكرر الاسطوانة الانتخابية ذاتها لنتياهو ويتبنى البنود الاكثر تشددا وتطرفا في برنامجه ازاء الفلسطينيين والاراضي الفلسطينية المحتلة وهضبة الجولان السورية المحتلة .
«ازرق ابيض» تحالف بين ثلاثة احزاب صهيونية، يتزعمه اثنان من غلاة الارهابيين الصهاينة، ترأس كل منهما هيئة اركان جيش الاحتلال عدة سنوات، هما زعيم حزب «حصانة لإسرائيل» بيني غانتس، وحزب «تيلم» بزعامة موشيه يعلون، اضافة الى حزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد.
غانيتس ويعالون مارسا الارهاب والقتل والتدمير والاعتقال، وهدم المنازل وقصف الاحياء السكنية بالطائرات والدبابات والمدفعية والصواريخ، واوقعا آلاف الشهداء والجرحى من الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، فهما ارهابيّان بامتياز، وقد شارك موشيه يعالون في عملية اغتيال الشهيد الرمز خليل الوزير «ابو جهاد» عام 1988 في تونس، ويتباهى بأنه افرغ في جسد الشهيد المسجى بعد استشهاده عدة طلقات نارية للتأكد من استشهاده، اذن هؤلاء لن يكونا ابدا دعاة ولا ادوات سلام، بل سيكملان البرامج الاحتلالية الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقد تضمن برنامجهما الانتخابي التأكيد على عدم القيام بانسحاب إسرائيلي أحادي الجانب مرة أخرى» من أراض فلسطينية، على غرار عام 2005، وإن أي «عملية سلمية تاريخية» مع الفلسطينيين، ستكون مرهونة بالمصادقة عليها من خلال استفتاء شعبي اسرائيلي، وان الحزب سيعمل على تعزيز الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والحفاظ على «القدس الموحدة، كعاصمة أبدية»، ويشير مصطلح «القدس الموحدة»، إلى القدس الغربية، والشرقية المحتلة عام 1967، والتي يؤكد الفلسطينيون انها عاصمة دولتهم المنتطرة.
الحكومات الاحتلالية توغل في التطرف والتشدد، وتشطب مصطلح السلام من قاموسها واجندتها، وليس لها هدف الا ابتلاع الاراضي الفلسطينية والعربية، وتكريس الاستيطان فيها واغراقها بالمستوطنين، وتنفيذ المشاريع والمخططات التهويدية خطوة تلو الاخرى، وامام كل ما يبديه نتنياهو ويعلن عزمه على تنفيذه في حال فوزه في الانتخابات القادمة في نيسان المقبل، نجد ان زعماء حزب «ازرق ابيض» المنافس الاقوى وربما الوحيد لنتنياهو، يتفوقون كثيرا على الاخير، ويتجاوزونه مسافات طويلة ويصطفون على حافة اليمين، استعدادا للفتك بالحقوق الفلسطينية والعربية ارضا وشعبا، اي ان رياح التغيير في الكيان المحتل لن تحمل معها الا السموم والوجوه القبيحة المجرمة، التي تحتفظ بالعداء والكراهية والبغضاء للشعب الفلسطيني والامة العربية.
الدستور - السبت 9-3-2019