لا شيء نعطيه للاحتلال
يخوض الاحتلال الصهيوني معركة شرسة في القدس المحتلة ضد إرادة المقدسيين التي تجلت في فتح باب الرحمة المغلق منذ سنوات عديدة.
هناك تخبط واضح لدى الاحتلال في التعامل مع ما يسميه أزمة باب الرحمة، فمن جهة لا يريد نتنياهو أي مواجهات واسعة في القدس قد تستفز المقدسيين وعموم الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وهو يعلم أن نتيجة تلك المواجهات لن تكون لصالحه، وهو ما قد يفقده رصيدا كبيرا في انتخابات الكنيست القادمة.
ومن جهة أخرى فهو بحاجة ماسة لأصوات اليمين المتطرف، وهؤلاء يضغطون عليه لاتخاذ إجراءات حازمة ورادعة في ملف باب الرحمة.
ومن جهة ثالثة فإنه لا يستطيع أن يقف عاجزا هكذا أمام كسر المقدسيين لقرارات محاكم كيانه، ويخشى هو وإدارته إن غضوا الطرف عن فتح باب الرحمة أن يشجع ذلك المقدسيين على خوض معركة أكبر وهي معركة باب المغاربة.
من هنا يبحث نتنياهو عن حل دون الدخول في أي معركة مع المقدسيين قد تكون نتيجتها وبالا عليه، وهنا تتحدث أنباء عن لجوء نتنياهو لعمّان لمساعدته للخروج من أزمته مع باب الرحمة، وهدفه الحقيقي والخبيث هو رمي كرة اللهب في حضن عمّان.
تقول الأنباء وجلها نقلا عن مصادر عبرية إن نتنياهو بعث برئيس جهاز الشابك نداف أرغمان إلى عمّان للتوصل إلى حل، وتضيف صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية أن أرغمان عرض على الأردن إغلاق باب الرحمة مقابل السماح بإعادة ترميمه، ولكن بشرط أن تتم عمليات إعادة الترميم تحت إشراف سلطة الآثار الإسرائيلية.
كما زعمت صحيفة هآرتس العبرية أن هناك مفاوضات أجريت بين الأردن وسلطات الاحتلال حول مصلى باب الرحمة، من أجل التوصل لتهدئة في المجسد الأقصى. وزعمت أن الأردن «عرض إغلاق باب الرحمة بحجة الترميم، لكن المفاوضات فشلت بسبب اشتراط سلطات الاحتلال إعادة إغلاقه لفترة قبل ترميمه».
الجواب الأردني الوحيد الذي يجب أن يسمعه الاحتلال هو أن باب الرحمة فتح وسيبقى مفتوحا، وحذار من ألاعيب الصهاينة الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، ولكم في تسريب زعيم العصابة الصهيونية نتنياهو للقاءاته وأحاديثه الحميمية مع وزراء خارجية عرب لأن ذلك يصب في صالح حملته الانتخابية، أما فضيحة أولئك فلا تهمه في شيء.