معتقلونا في دمشق
توقيف اكثر من 30 اردنيا بعد فتح الحدود مع سوريا يعد خيانة من دمشق لتعهداتها، كما انه يؤكد ان الاعوجاج لا زال في احسن حالاته السورية.
لا امان مع هذا النظام، وكل ما قيل على لسان «ازلام بشار» في عمان من تعهدات ووعود لم تكن الا محض افتراء، هرستها الهواجس والثقافة الامنية التي يعيشها نظام الاسد.
المعتقلون فوجئوا باعتقالهم، واكاد اجزم انهم لا من قريب ولا من بعيد عندهم اي موقف سلبي من سوريا، فمن يحمل موقفا يتجنب النزول لدمشق، لكن يبدو ان الوشاية والخوف الامني بات اكثر عمقا مما يتصور المطمئنون.
من جهة اخرى هناك شكوك وجيهة، تقول ان نظام بشار الاسد يرغب جديا بصناعة «ازمة معتقلين» لجعلها ورقة بيده في مفاوضاته مع الاردن.
بعد هذه الاعتقالات لا ينبغي تصديق رسائل دمشق الايجابية او وعودها، بل يجب على الاردنيين ممارسة كل الحذر في التعامل مع نظام عقيدته قائمة على الخوف والامننة.
على دمشق الافراج عن كل الاردنيين دون شرط او قيد، وعليها ان تعرف كم كانت عمان دافئة مع السوريين الذين هربوا من نيران الحرب.
لا زلت من المطالبين بالانفتاح على سوريا وفق اجندتنا الوطنية المستقلة، لكنني لا اتفهم اي نزق يمارسه نظام الاسد على الاردن والاردنيين بعد هذه التوقيفات.
بشار الاسد لا يستطيع مهاتفة أي من رؤساء العالم باستثناء «بوتين وروحاني» ومن مصلحته ألا يغضب جيرانه اكثر فأكثر، فحاجاتنا متبادلة ولغة الثأر المأزومة لن تجدي نفعا.
من جهة اخيرة، على دمشق ان تدرك ان ثمة ضغطا اميركيا على الاردن يتعلق بمقدار الانفتاح على سوريا، وعليها ان تدرك ان الاردن يقاوم تلك الضغوط.
وهنا ليس من المناسب اعطار تيار الاستجابة للضغط ذخيرة مناسبة لتأخير التطبيع مع دمشق، لذلك على دمشق ترك الالعاب الصبيانية والافراج عن المعتقلين بأسرع وقت.
السبيل - الاربعاء 13-3-2019