الخدمات والمرافق المفقودة في القطاع السياحي
رغم كل البيانات والتصريحات إلا أن الحكومات المتعاقبة ما زالت لا تعير القطاع السياحي الاهتمام اللازم ولم تقم برصد المبالغ اللازمة لغايات الترويج السياحي وتطوير الخدمات؛ لأن الأردن يحتوي كنوزا وثروات لم نحسن حتى الآن استغلالها او استثمارها بما يحقق وضعا اقتصاديا افضل.
نقول هذا الكلام ونحن نمتلك البترا إحدى عجائب الدنيا السبع وإننا حتى الان لم نستطع ترويجها بالشكل المطلوب، فالخدمات فيها ما زالت منقوصة، ولم يتم تقديم شيء يتناسب وحجم هذه المدينة الوردية لا من حيث توفير المطاعم خارج منطقة الفنادق أو الفرق الشعبية أو السوق المناسب للصناعات التقليدية، أو اعادة النظر بواقع الدورات الصحية في معظم المناطق.
الأوضاع الملتهبة في دول الجوار خاصة في سوريا تجعل من الاردن مقصدا لآلاف العائلات الخليجية والتي تطمح في قضاء جزء من فصل الصيف عندنا، وهذا يتطلب إجراءات على كل المستويات لتوفير أرقى الخدمات، ومنع استغلالهم سواء في المطاعم او الفنادق أو الشقق السياحية.
لدينا مناطق خلابة، وفي غاية الروعة، وهي منتشرة في دبين وعجلون واشتفينا على سبيل المثال، لكن وزارة السياحة وكل المسؤولين عن المناطق التنموية المتخصصة وآخرها المناطق التنموية في عجلون عجزوا عن اقامة فنادق بين الاحراش أو مرافق سياحية واستراحات في مناطق أخرى، وبدأنا نتبادل التهم عند قيام أي شركة بمحاولة الاستثمار السياحي في هذه المناطق بحجة المحافظة على البيئة او بحجة قطع الأشجار حتى أنك تصاب بالذهول وانت ترى ابناء الاردن في الداخل والخارج وحتى الزوار العرب لا يجدون متنزهاً حديثاً بين اربد وعمان باستثناء مطاعم في جرش، وهذا امر لا بد من تداركه بأسرع وقت ممكن لأن برقش واشتفينا، وعجلون وغيرها تستحق إقامة مرافق سياحية مميزة ومتطورة لاجتذاب الزوار .
لدينا قصور واضح في السياحة الدينية فكم عجبت من بعض الإخوة من دول اسلامية قاموا بزيارات إلى موقع معركة اليرموك في محافظة إربد واستذكروا بطولات القائد الإسلامي خالد بن الوليد والصحابة الكرام وكيف ان المناطق مليئة بمخلفات الأطعمة والنفايات، وانه لا يوجد فندق أو مطعم أو استراحة تطل على أرض المعركة ليقضي فيها الزائر يوماً أو أكثر.
هل تعلمون أن كل من زار محمية ضانا في الطفيلة يرغب بالعودة؛ لكن الأمر يتطلب مزيداً من الفنادق والترويج ووضع برامج ترويحية وتنظيم رحلات لكل المناطق.
لدينا وادي رم بمناظره الخلابة وخصوصيته الباهرة لكننا ما زلنا نفتقر لخطوط مواصلات منتظمة ولمرافق سياحية وشاليهات مصممة بطريقة تتناسب مع بيئة مميزة هناك.
لدينا البحر الميت، والذي تنقصه خدمات كثيرة، والمياه الساخنة المعدنية والتي حبانا الله فيها سواء في ماعين او الشونة الشمالية، او عفرا والبربيطة في الطفيلة فهذه ثروات تحتاج الى الارتقاء بمستوى الخدمات فيها.
الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه لا يمكن حله بمعجزات، ولكن بالتصميم على ان تطوير السياحة في بلدنا وهي وسيلة اكثر نجاحا؛ لزيادة موارد الدولة وخلق فرص العمل والتخفيض من البطالة وتحريك عجلة الاقتصاد وان تجارب الاخرين اثبتت ذلك، وان وضع الدولة كل ثقلها في قطاع السياحة، من شأنه ان يغطي ما انفقناه ويحقق مردودا ينعكس ايجابا على قطاعات وشرائح واسعة من المجتمع.
الدستور - الاثنين 18-3-2019