فلسطين لأهلها ومن جميع الأديان..!
قبل ايام قليلة روت لي حفيدتي «فرح أحمد القواسمة» وهي طالبة اميركية من اصل عربي في نهاية المرحلة الثانوية ما جرى بينها وبين معلمتها في مدينة الباكيرتي الاميركية قالت: ذات صباح وبعد وعد ترمب بأن تكون القدس العاصمة الابدية لاسرائيل دخلت الصف في مدرستي مع زميلاتي فوجدت صورة للمسجد الاقصى في القدس مكتوباً عليها الجملة التالية: «القدس عاصمة اسرائيل»..! بجرأة وثبات تقدمت خطوات قليلة نحو معلمتي الاميركية ولا اعرف ديانتها.. وقلت لها وعلى بصر وسمع صفي كله: ارجوك معلمتي لتنزعي هذه الصورة من الصف..! تلكأت معلمتي قليلا واردفت: انه قرار للرئيس ترمب.. فقلت لها: «الامم المتحدة لم تعترف بقرار ترمب هذا بان تكون القدس عاصمة لاسرائيل..! تقبلت معلمتي رأيي مؤكدة تفهمها لوجهة نظري وتعرف ان الموضوع حساس وخلافي ووعدتني بنزع الصورة غدا وهذا ما تحقق وعلى الفور قدمت لها شكري وامتناني الكبيرين..! واضافت حفيدتي على الهاتف لم اشعر ابدا بالانتصار على معلمتي الرائعة.. لقد اوصلت لمعلمتي ولزميلاتي وببساطة الحقيقة الكاملة لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي الذي لم ولن ينتهي الا بعد ان يعود اللاجئون الفلسطنيين ومنذ 70 عاما واكثر الى وطنهم «فلسطين.. وبعيدا عن تدخلات الدول الكبرى التي كانت وعلى
اكثر من مئة عام تؤجج الصراع في فلسطين ووطننا العربي.. فلسطين لاهلها ومن جميع الاديان سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او يهودا وغيرهم من الملل والعقائد. عاشوا فيها لمئات السنين اخوة احباء.! مثل ذلك يذكرنا بما فعله رئيس الحركة اليهودية العالمية ثيودور هرتسل العام1897 اثناء انعقاد مؤتمر بال في سوسرا.. فقد شكل هرتسل لجنة لتقصي الحقائق والاوضاع الحياتية في فلسطين كلها.. بعد اكثر من شهر من مكوثه في فلسطين عرف هرتسل بان اليهود والمسيحيين والمسلمين كانوا قبل احتلاها العام 1948 يعيشون في فلسطين متآخين ووجد يافا اجمل من مدينة فينيسا في ايطاليا.. وقال عبارته المشهورة: العروس متزوجة.. اي ان فلسطين بلاد عامرة وفي مستوى حضاري راق عن الجوار العربي..! وفعل مثل هرتسل الرئيس الاميركي باراك حسين اوباما عندما زار فلسطين كلها من الناقورة الى غزة ومن حيفا الى البحر الميت زار القدس وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين والناصرة وحيفا وزار الساحل والغور والجبل.. ملامح وسحنة اوباما كانت تقول اثناء وبعد هذه الزيارة: القضية الفلسطينية صعبة.. والحل ليخلع العرب واليهود اشواكهم بايديهم والشعب الفلسطيني لم تنسه سنوات الهجرة الطويلة فلسطين..ما يزال ازيد من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في داخل فلسطين وهم في تزايد واليهود في تناقص و6 ملايين فلسطيني في الشتات ولم ولن يتخلوا عن حق العودة... اسرائيل ومنذ انشائها العام 1948 وحتى الان دولة غير مستقرة وبلا حدود ثابتة ولم يعترف بها الشعب العربي الفلسطيني وجميع الشعوب العربية وهي دولة تعيش على العطايا والهبات الخارجية وحماية الدول الاستعمارية.. فلسطين لأهلها ومن جميع الاديان.!
الراي - السبت 6-4-2019