جامعة وطلاب وانتخابات
بعد غد الخميس سوف يتجه طلاب الجامعة الأردنية لانتخاب مجلسهم الذي باتت عملية الانتخاب المؤدية إليه تقليدا راسخا، للعمل الطلابي المؤسسي.
العام الفائت كانت كتلة النشامى قد حققت أغلبية طلابية، واليوم هناك كتل طلابية مختلفة مثل العهد والمستقبل والعودة وغيرها، تتنافس على عملية الانتخاب أملا بالوصول لمقاعد المجلس الطلابي الأهم في البلد.
هناك نحو 43 ألف طالب سوف ينتخبون مجلسهم، وهم كما قلنا موزعون على كتل وقوائم مسيسة، لكن ما يؤسف له ان بعض الكتل شكلت على أساس جهوي ومناطقي.
اذا هناك كتل شكلت على أساس جهوي: جنوب وشمال وهناك على اساس هوياتي: شرق اردني او على اساس فلسطيني. وثمة رغبة من البعض وهم قلة على تجاوز هذا الثنائية المقيتة، وهناك من يعيش عليها. وكل ذلك نتيجة الاخفاق في سياسات الهوية وحسمها.
في الاجمال الطلابي هناك سعي حثيث نحو الانتخاب وبدت الدعاية الانتخابية كبيرة وممولة بشكل جيد، وتعكس تعدد المشارب والافكار الطلابية، وكما أن الشارع الطلابي يعد منقسما اليوم بين هذه الكتل وكم ضخم من الشعارات المطروحة، فإن هناك أيضا حالة من السلبية واليأس لدى جيل كامل في البلد لا ينتهي في انتخابات المجلس الطلابي في الجامعة ولا ينتهي في البرلمان.
لدينا اليوم تجربة يقاس عليها في الجامعة الاردنية، هناك عملية انتخابية مغطاة بأسماء جميلة من الكتل، لكنها من الداخل وتحت الجلد مليئة بالأمراض الكامنة والموروثة التي لم يحلها قانون انتخاب ولا المستوى الثقافي ولا التجربة السياسية ولا ديمومة الانتخاب.
هناك حالة من عدم الحسم اصلا تجاه الإصلاح السياسي، وهناك غياب كبير لدور الكتلة العلمية في الجامعات في صياغة الرأي العام والتأثير فيه، وهناك أيضا حالة من السلبية لدى جمهور عريض من الشارع ترى أن الأمل مفقود ولا سبيل للتغيير الا بحصة من التمثيل السياسي.
على وقع التراث السابق بتجارب السابقين تأمل الجامعة ان تتم الانتخابات بلا اي مشاكل. لكن ما تم من تقسيم للكتل وافرازات على اساس الجهوية الجغرافية والاقليمية يؤكد الفشل قبل البدء في إخراج الجامعة لطلابها من هوياتهم القاتلة إلى هوية جامعة عنوانها دولة المواطنة.
الدستور - الثثلاثاء 16-4-2019