هل تتجاوز الهيئة الموحدة عقدة الانقسام الفلسطيني؟
اعلن اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن تشكيل هيئة وطنية موحدة لمواجهة صفقة القرن تضم الداخل الفلسطيني والضفة والقطاع الى جانب الشتات مع امكانية توسيعها لتضم حلفاء اقليميين ومتضررين من الصفقة الامريكية مع الكيان الاسرائيلي.
الهيئة تجاوزت الاطر التقليدية والمبادرات المختلفة على مدى الاعوام السابقة والتي يرى البعض انها جاءت لمنازعة منظمة التحرير شرعيتها؛ فالهيئة المعلن عنها تختلف من حيث الدوافع والاهداف المحددة والبيئة المتخلقة فيها؛ اذ انها تركز على مواجهة صفقة القرن وتداعياتها الخطيرة على الشعب الفلسطيني ولا تطرح نفسها كبديل لمنظمة التحرير او السلطة في رام الله.
الهيئة باعتبارها مبادرة فلسطينية اثارت ردود فعل متباينة فالبعض انتقد تأخر الاعلان عنها وآخرون دعوا الى توسيعها لتشمل كافة الاطراف المتضررة من الصفقة الامريكية الاسرائيلية، في حين لم ترد بعد ردود فعل مباشرة من قيادة السلطة في رام الله توضح موقفها من المبادرة المعلنة في قطاع غزة.
فالسلطة في رام الله لا زالت مسكونة بهواجس الانقسام والصراع مع حركة حماس خصوصا في اعقاب تصريحات عزام الاحمد التي هاجم فيها حركة حماس والجهاد الاسلامي، وتصريحات الضميري حول وجود اختراقات امنية لحركة حماس استهدفت اجهزة الامن التابعة للسلطة، مقدما بذلك مؤشرا سلبيا على طبيعة الاستجابة التي ستقدمها السلطة.
السلطة منشغلة بالكامل بشرعنة حكومة اشتية التي ما زالت خارج السياق العام للصراع مع الكيان الاسرائيلي او السياق الداخلي الفلسطيني، في مقابل تراجع فاعليتها في التعامل مع التهديدات الاسرائيلية في الضفة الغربية؛ ما يجعل من قدرتها على طرح المبادرات داخل الساحة الفلسطينية شبه معدومة، وما يجعلها بطيئة في سرعة الاستجابة للمبادرات والتحديات.
رغم المعوقات المرتبطة بالانقسام الفلسطيني، فإن الاعلان عن هيئة موحدة لمواجهة صفقة القرن توفر نواة معقولة ومقبولة لجمع القوى الفلسطينية، وتقدم مخرجا للسلطة للخروج من قوقعتها، ورغم انها مؤشر على فاعلية وديناماكية حركة حماس في قطاع غزة الا انها لم تأت على حساب السلطة في رام الله التي لا زالت محكومة بهواجس عكستها تصريحات العزام والضميري؛ هواجس من الممكن تجاوزها بالتوحد في اطر وطنية تسمح بمواجهة صفقة القرن الامريكية الصهيونية؛ فرصة تاريخية تستطيع من خلالها السلطة في رام الله الخروج من عزلتها التي فرضتها على نفسها بتأثير من إرث أوسلو المتهالك.
السبيل - الخميس 25/إبريل/2019