رحيل السنديانة.. عبد اللطيف عربيات
«كان لا يؤمن بالطيش» تلك اعمق عبارة قيلت بوصف الراحل الكبير، الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي انتقل الى جوار ربه بالامس اثناء تأديته لصلاة الجمعة.
«لا يؤمن بالطيش» صفة لازمته كبيرا وصغيرا وفي كل مراحل عمره ونضوجه، كما واستحكمت بمنطقه دون اعتبار لموقعه في الحركة.
كان متزنا، راشدا، واسع الصدر مع المواقف والاشخاص، واجاد الدكتور بسام العموش حين وصفه قائلا: كان دينه ثابتا لا يتزعزع ومنه ينطلق، لحب بلده.
غادر التنظيم كبار وقامات من نسقه الموقفي، فكان يقول: لو غادر الجميع فلن أغادر، بل أنا آخر أخ مسلم، ولو لم يبق في الاخوان الا واحد لكنت الواحد.
هذا موقف يجب ان نتوقف عنده مليا، وهنا ولهذا السبب اعجبني وصف الرشد وعدم ايمان الدكتور عبد اللطيف عربيات بالطيش والحرد.
كارزميته الاوسع كانت في اثناء اعتلائه رئاسة مجلس النواب الاقوى في تاريخ البلد، فقد اظهر حنكة ومهارة قيادية، جعلته فيما بعد رمزا وطنيا كبيرا.
من تابع ردود فعل النخب والعامة على وفاته، يرى انه موجود وعابر للحركة الاسلامية، يحترمه الجميع، ردود فعل تراه انسانا وطنيا غيورا على البلد واهلها.
في الآونة الاخيرة كان يتحدث عن فلسطين والقدس بمنسوب مرتفع، فقد تحدثنا اكثر من مرة عن مذكراته التي اتمنى ان يعمل ابناؤه على إخراجها للعلن بالسرعة القصوى وبالصورة المثلى.
نعم رحل سنديانة الحركة الاسلامية، الشخصية الوطنية، احد اقمار السلط، رحل واقفا، لأنه «كان لا يؤمن بالطيش» سواء في داخل الجماعة وعلاقاتها البينية، ام في علاقات الاخوان مع الآخر.
رحم الله ابا سليمان، فمثله لا يتكرر، ونسأل الله ان يتقبله في واسع رحمته، فقد وافته المنية في المسجد، واثناء العبادة، سائلين الله تعالى ان يكون في ذلك حسن الختام وواسع الجنان.
السبيل -السبت 27/إبريل/2019