3 مشاهد: صهيونية فلسطينية عربية
المشهد (1): عربي- صهيوني
تحيي الأمة العربية ذكرى النكبة (14/أيار) للمرة الواحدة والسبعين حيث قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولة إسرائيل (تنفيذاً لوعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود)، ودولة عربية (للفسلطينيين)، وحيث انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين... وسوف تؤكد الأمة العربية من جديد حقل الفلسطيين في العودة وإقامة دولتهم المستقلة، مع وقف التنفيذ – مع الأسف).
وفي الجانب الآخر... يستعد الصهيونيون للاحتفال بذكرى بإقامة الدولة في الخامس من أيار –حسب التقويم اليهودي- لتاريخ انتهاء الانتداب البريطاني (14/ أيار) وستطلق المدفعية (71) واحداً وسبعين طلقة، عدد سنوات ما يسمى (الاستقلال)!.
فنكبة هنا، واحتفالات هناك.
*المشهد (2): خطة (إسرائيل 2030):
عكف نتنياهو منذ عامين على صوغ (الرؤية الأمنية الإسرائيلية 2030) وتعكس الخطة المفهوم الصهيوني (للأمن القومي للدولة) وهي امتداد لنظرية (بن غوريون) الأمنية.
-ومن المنتظر أن تعود للواجهة فور تشكيل الحكومة الجديدة.
- ومع أن الخطة ما زالت سرية، الا أن ما تسرّب منها، وهو الجزء غير السري، يتضمن مؤشرات خطيرة:
-تحتوي تصوراً واضحاً لبناء القوة، أو إسرائيل القوية ... ولا شيء غير ذلك.
- زيادة ميزانية جيش الدفاع بنسبة (2-3 %) من الناتج القوي الإجمالي.
-تعزيز مفهوم (الشعب في خدمة الجيش) في دولة (ذات مساحة جغرافية صغيرة، واكتظاظ سكاني، ومحيط عدائي).
- تحصين الجبهة الداخلية وحمايتها.
-وثمة عناصر غير معلنة... وتبحث في دوائر ضيقة، ويرى محللون سياسيون صهيونيون أنها (تصب في أطر قانون القومية) الذي وصفه نتنياهو بأنه مثل (لحظة فارقة في تاريخ الصهيونية، يكرّس : لغتنا ونشيدنا وعلمنا)؟
فالنشيد (هاتيكافاه- اي الأمل) قد جاء فيه:
روح يهودية تتوق شوقاً
لأمل الالف عام
أن تصبح أحرارا
في أرضنا
أرض صهيون وأورشليم!!
من المتوقع أن تطرأ تغييرات في بعض عناصر الخطة على ضوء المستجدات التي ننتج عن (صفقة القرن)، مثل إلغاء حق العودة، والقدس الموحدة عاصمة إسرائيل، والتطبيع قبل التسوية أو (التصفية) للقضية الفلسطينية وقد وصف نتنياهو (رؤية 2030) بأنها (ستجعل جيش الدفاع أكثر استعداداً وجاهريه للحرب).
*المشهد (3): فلسطيني-عربي:
أن القراءة للعناصر غير السرية (للخطة الإسرائيلية الأمنية 2030) وفي غياب سياسة عربية ذات مضمون، وغياب موقف عربي موحد وقوي للتعامل مع المستجدات في الصراع العربي- الصهيوني فمن المتوقع:
-أن يجد الفلسطينيون أنفسهم في نظام (ابرتهايد) عنصري جديد يستهدف وجودهم التاريخي وحقهم في الأرض والعودة والدولة.
-أن يجد النظام العربي نفسه إمام (أمر واقع ) وعصر إسرائيلي صهيوني لعقود طويلة يسود المنطقة؟؟؟؟
أن من أخطر الأمور....أن ينتظر النظام العربي صفقة القرن... وكأنها مسرحية: (في انتظار غودو).....
الأحد 28 نيسان / أبريل 2019.