واشنطن تُذكي مجددًا الحرب الباردة
ذكر مركز أبحاث رائد في مجال الدفاع امس الاثنين أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ العام الماضي أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة بفعل زيادة إنفاق الولايات المتحدة والصين، كبريات اقتصادات العالم، وقال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في تقريره السنوي إن مجمل الإنفاق العسكري العالمي في العام 2018 بلغ 1.82 تريليون دولار بزيادة نسبتها 26 % عن العام السابق.
وزاد الإنفاق العسكري الأمريكي 4.6 % للعام الماضي إلى 649 مليار دولار لتظل الولايات المتحدة بذلك أكبر دولة من حيث الإنفاق على السلاح ويمثل الإنفاق العسكري الأمريكي يمثل 36 % من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، ، أما الصين، ثاني أكبر دولة إنفاق على المجال العسكري، فقد بلع 250 مليار دولار.
ما تنفقه امريكا على السلاح يفوق ما تنفقه اكبر ثماني دول على التسلح، وهذا الإنفاق الهائل على السلاح يفسر إشعال الحروب العدوانية في الجهات الاربع بقيادة الإدارة الاميركية، وزيادة الإنفاق العسكري يساهم في تنشيط مصانع السلاح في امريكا وبشكل مباشر وغير مباشر تمارس سياسة الاحتواء المزدوج لإدامة الحروب مشتعلة بما يعطل حركة النمو في قائمة طويلة من الدول، وهذه السياسة دفعت دولا كبرى منها الصين وروسيا ودولا نامية اخرى لمواصلة التسلح لحماية سيادتها، ومع هذه الحالة ترتفع معدلات الفقر والبطالة في العالم، والمستفيد الاول الاقتصاد الامريكي و صناعة الاسلحة في الولايات المتحدة الامريكية.
خلال حرب عاصفة الصحراء مطلع العام 1991 كان بإمكان القوات المتحالفة حسم المعركة خلال فترة قصيرة الا ان هناك مخزونا من الذخائر لدى الجيش الامريكي وحلف الناتو اصبحت من الجيل القديم ويفترض التخلص منها واستبدالها بأسلحة حديثة وخلال الحرب تم التخلص منها في العراق والمدن الرئيسية، واستخدام ذخائر وقذائف جديدة منها تلك التي جربت في ملجأ العامرية البالغة زنتها سبعة أطنان وفي النهاية نزف العرب دما ومالا ثمن فاتورة تلك الحرب.
وفي العراق وسورية جرب البنتاغون اسلحة من نوع جديد وطائرات في حرب لا تحتاج الى كل هذا الكم من الاسلحة والذخائر، وتم إدخال حرب الاعلام ومؤثرات مرئية (وفيديوهات) ومفردات ومنظومات جديدة في هذه الحروب، وفي نفس الوقت استخدم الروس من جانبهم اسلحة حديثة في مبادرة وتنافس في صناعة وتسويق الاسلحة، لذلك تم تسجيل اختراق متبادل كانت ذروته شراء تركيا منظومة الدفاع ( إس 400 ) ووقوف امريكا بقوة لإفشال الصفقة.
إشعال الحروب في مناطق في العالم والتركيز على المنطقة العربية يقوض التنمية ويزيد الفقراء وهذه التوترات مرشحة للتمدد إقليميا ودوليا وتغرق الاقتصاد العالمي في ركود عميق ..حالة التمادي ومحاولات واشنطن السيطرة على العالم لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية .
الدستور -الثلاثاء 30 نيسان / أبريل 2019.