هذا ما يشغل بال السيسي
كانت زيارته للبيت الأبيض في العاشر مننيسان الماضي.
احتفت وسائل الإعلام المصرية كعادتها بزيارة السيسي إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس دونالد ترامب، خصوصا بعد الحفاوة البالغة، والمديح غير العادي التي تلقاها السيسي من ترامب.
تناولت كبريات الصحف ووسائل الإعلام زيارة السيسي في نشراتها الإخبارية وتحليلاتها.
تحدث الكثيرون عن الملفات التي ناقشها الطرفان، وطرحوا مسألة العلاقات الأمريكية المصرية، ومكافحة الإرهاب، وصفقة القرن.
أول أمس تبين ما كان يشغل بال السيسي لدى لقائه الرئيس ترامب، فقد أعلنت متحدثة باسم البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي «تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا».
وأضافت: «تشاور الرئيس مع فريق الأمن القومي، وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية».
فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن السيسي حث ترامب على اتخاذ هذه الخطوة.
هذا يعني أن ملف الإخوان كان ملفا رئيسيا حمله السيسي في زيارته للبيت الأبيض؛ ما يعني أن هذا الملف أخذ جهدا ووقتا من مؤسسات وأجهزة الدولة، إضافة إلى أجهزة الرئاسة وطاقم الرئيس والرئيس نفسه.
بعد كل الضربات التي تلقتها الجماعة من النظام في مصر؛ مئات الشهداء وآلاف المعتقلين، وعلى رأسهم جميع قيادات الإخوان. ومئات ينتظرون التعليق على أعواد المشانق بينهم جميع القيادات، ناهيك عن آلاف المشردين في أنحاء الأرض، ورغم الانقسام والخلافات داخل الجماعة الأم، وبعد كل حملات الشيطنة الهائلة والرهيبة في كافة وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.
وبعد الدعاية الإعلامية الهائلة التي تصور جموع الشعب المصري وهي تؤيد السيسي، وتهتف له وترقص، وبعد مشاركة عدد من دول الخليج في التضييق وحصار الجماعة، ومشاركتها حملات الشيطنة بكل إمكانياتها المالية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية.
بعد كل هذا كنا نعتقد أن الجماعة انتهت أو كادت، أو أنها أصبحت في طي النسيان، أو أن هذه الحملات التي كلفت المليارات من الدولارات نجحت في تشويه الجماعة لدى الشعوب العربية، وأنها لن تقوم لها قائمة، وإذ بها الملف الرئيسي الذي يشغل بال السيسي، وربما غيره في المنطقة.
السبيل - الخميس 2-5-2019