عطلة العمال.. تسليع المناسبات
لست أفهم لماذا تقرر حكومتنا نقل عطلة يوم العمال من الاربعاء للخميس، تحت اي ذريعة تفعل ذلك، فقد كان الاجدر بها احترام قدسية اليوم ورمزيته ودلالاته؟
ما جرى مع مناسبة يوم العمال، وفي مناسبات دينية سابقة ومماثلة، يعتبر عملية قفز عن قدسية التواريخ والمناسبات لحساب اوهام ادارية واقتصادية.
هذا القرار لم يكن حكرا على حكومة الدكتور الرزاز، فقد سبقه لذلك حكومات سابقة متأخرة، اتخذت من الفائدة الاقتصادية ذريعة لمثل تلك القرارات.
شخصيا، افضل الى إلغاء العطلة نهائيا بدل تسليعها، وجعلها خاضعة لحسابات ادارية واقتصادية بعيدا عن قيمتها الرمزية والمعنوية.
في طفولتنا كان يوم العمال ذا طعم ولون مختلف عن اليوم، كانت العطلة والنشاط والاحتفالات تبعث برسائلها في اتجاهات كثيرة ومتنوعة.
الانفاس الليبرالية التي تسربت للحكم بدأت تضيق ذرعا بهذه المناسبات، الدينية منها او الاجتماعية المناوئة للطبقية، ومن هنا جاء اخضاعها للتسليع وحسابات الكلف الآنية.
هناك تقصير من النقابات العمالية والمهنية تجاه يوم العمال، فثمة بهوت في التعامل معه وتراخ، واكاد ازعم ان الاردن في الثمانينيات كانت حكوماته لا تجرؤ على التلاعب بالمواعيد.
البعض قد لا يراها قضية هامة، والبعض الآخر يفضل ان تتواصل عطلة الخميس مع الجمعة والسبت، فذلك مفيد للرحلات البعيدة، ويخدم الموظفين القاطنين في محافظات بعيدة عن اماكن عملهم.
لكن للامانة، التلاعب بقدسية توقيتات المناسبات الهامة امر ينم على استهتار وتسليع، وهو عنوان على فلسفة لا تحترم إلا البعد المادي، وتستثني أرواحنا المتعبة من الاهمال.
السبيل - الخميس 2-5-2019