جواد ظريف .. رجل الاطفاء والثعلب الخبيث
بينما كانت عنتريات قاسم سليماني ، وغيره من قادة الحرس الثوري تلعلع في سماء الاعلام عن قوة ايران وقدرتها على التصدي لـ " الاعداء " وفي الوقت الذي طلب فيه رئيس الاركان من الجيش الاستعداد للحرب كان رئيس الدبلوماسية الايراني جواد ظريف يجري لقاء مع فوكس نيوز ، قناة ترامب الاولى ، في ما فهمته أوساط أمريكية مختلفة بأنها مغازلة ايرانية للبيت الابيض ولا شيء سواه .
وكما يبدو ، فإن خامنئي اوكل لظريف كما اوكل لغيره مهمة درء خطر الحرب التي يعلم بأنها إذا وقعت وكانت شاملة ، وهو ما نستبعده لاسباب كثيرة ، فإنها ستطيح بنظامه لا محالة ، أما إذا كانت محدودة فإنها ستمرغ انفه في التراب ، ولذلك ، ترأس ظريف حملات مضادة للحرب في امريكا بالذات ، ورأيناه يجري مقابلات ويشارك في ندوات ليؤكد بأن ايران ليست بصدد اغلاق مضيق هرمز ولا التصعيد وبأنها تريد أن تصيبها عدالة ترامب الغائبة ، كما يفهم من كل تصريحاته الانهزامية التي يغلفها على شكل تصريحات قوية بينما هي في الحقيقة مجرد رسائل ابتذال ينشد فيها الأمن والأمان لنظامه المتخلف ، فرأيناه يصرح بأن ترامب لا يريد الحرب ولكن الخشية ان يجر اليها من قبل المقربين منه ومن قبل حلفائه العرب ، ورأيناه يستهدف الراي العام الامريكي ويسترهبه من اي حرب قادمه ، ورأيناه حريصا على عقد لقاءات متعددة مع صحفيين واكاديميين وايرانيين امريكيين ومنظمات ودور ابحاث ومراكز دراسات وغيرها ،ويجري مقابلات مع مختلف وسائل الاعلام ومع القنوات بشتى توجهاتها ، كان أبرزها - كما قلنا - مع المذيع كريس والس في فوكس نيوز مشددا على ان الحرب غير حتمية ،وأنها لن تقع وان بلاده لن تقوم بخطوة خطيرة مثل اغلاق المضيق وغير ذلك من تطمينات يتقنها هذا الثعلب الذي يحظى بقبول ملحوظ من العواصم الغربية الاوروبية رغم أنه كوزير للخارجية مسؤول عن تحويل السفارات الايرانية في الخارج الى اوكار ارهاب وتجسس فعلا لا قولا بعد القبض على دبلوماسيين ايرانيين في عدة عواصم غربية كانوا يخططون لتفجيرات وعمليات اغتيال .
لقد كشفت العقوبات الامريكية ، التي بدأ سريانها في الثاني من هذا الشهر ، حجم الفضيحة التي طالت نظام الملالي الغارق في الوهم ، وها هم الايرانيون يصطفون طوابير لعدة كيلومترات من اجل الحصول على عدة ليترات من البنزين غير المتوفر الا ضمن بطاقات وضمن حصص محددة بعد قرار تقنين البنزين وصرفه بحصص اقصاها يصل الى 16 غالونا شهريا لكل ايراني بالاضافة الى العودة قريبا لنظام البطاقات التموينية .
ووفق ظريف ، فقد يقوم الحرس الثوري بالاحتكاك ببعض السفن في الخليج والمضيق ، ولكن لن يصل الامر الى اغلاق الممر كما قال ، لأن ظريف يدرك بـأن هذا يعني اصطفاف العالم كله ضد طهران التي ستجبر على فتحه والذهاب بعيدا عنه بأميال ، وها هو لا زال يغرد ويبعث بالرسائل الى الامريكيين مباشرة وآخر تصريحاته الخبيثة بأنهم - الايرانيين - يحبون الغرب ، بعكس العرب المتخلفين الحاقدين على كل ما هو غربي ، وفق ما قال ، في تسويق رخيص لبضاعته الكاسدة .
وأيا كان الأمر ، فإن ايران القوية الضاربة الساحقة الماحقة تظهر الآن في اضعف حالاتها ، والضغوط الامريكية الاخيرة التي لا تهدف أصلا لاسقاط النظام ، بل لكبح جموحه بدأت تؤتي اكلها كما يبدو ، ليتبدى للعيان بكل وضوح بأن هذا البلد الذي يستعرض عضلاته بمناسبة وبدون مناسبة يملك بالفعل جسدا ممشوقا ولكن يخفي تحته هيكلا مصابا بهشاشة العظام .
جى بي سي نيوز - الاحد 5-5-2019