مصالحنا أن تبقى المقاومة بخير
العدوان الاسرائيلي على غزة في توقيت «ما قبل اعلان صفقة القرن» يبدو مشبوهاً، مقلقا، وما اخشاه ان تتطور المواجهة لحرب شاملة «شبه حاسمة».
الاردن معني بهذه المعركة اكثر من اي مواجهة سابقة، فانكسار المقاومة او تحجيمها – لا سمح الله – ستكون اثارة كارثية على موازين القوى فيما يتعلق برفض الفلسطينيين للصفقة ومقاومتها.
لابد من نجاة حماس والمقاومة من تلك الحرب، ويجب على الدولة الاردنية العمل بكل طاقتها من اجل عدم تطور المواجهات الى حرب واسعة.
الفعل الاردني الممكن يبدأ من خلال ما صدر بالامس برفض العدوان، ويجب ادانة الاسرائيلي بكل العبارات الممكنة والمتاحة، فتلك رسالة يجب ان تصل للجميع.
اما الجهد الاهم، فلابد ان يتبلور من خلال التواصل مع الجانب المصري، وتسخين ارادته للوساطة اكثر واكثف، لنصل لوقف الحرب والعودة للتهدئة وللوضع السابق.
الاردن ايضا معني بالتواصل المباشر مع حماس، ذلك لغايات توضيح موقفنا ومخاوفنا، فحماس معنية ايضا بفهم مآلات تطور المواجهة لما هو اكبر واعقد مع تقدير اهمية سياسة الرد بالمثل على العدوان.
المقاومة تقدم اداءً ميدانيا رائعا، فقد اثبتت قدرتها على الردع، وهناك كثافة في اطلاق الصواريخ الدقيقة، ومحضنها الاجتماعي (مجتمع غزة) يلتف حولها بمنطق تعبوي كبير.
كل ذلك منجزات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وبدرجة ثانية تصب في مصلحة الاردن، وهنا، نقلق بشدة على هذه المعطيات ونتمنى ان لا تتعرض لانتكاسة.
نعم اهل غزة أدرى بشعابها، فهم تحت النار، والجالس لا يحق له ان يمارس التنظير على القائم المجاهد، لكنها مخاوف تصدر من حبنا للمقاومة، ومن عشقنا للاردن وفلسطين.
السبيل - الأحد 5/مايو/2019