خطط ترمب لتمويل البنية التحتية الأمريكية
خرجت نانسي بيلوسي زعيمة الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الامريكي من لقائها مع الرئيس الامريكي دونالد ترمب نهاية ابريل نيسان الفائت لتعلن أنها وشومر اتفقا مع ترامب على مقترح «واعد»، مضيفة أن «الديمقراطيين سينتظرون بفارغ الصبر رؤية خطط الرئيس لتمويله».
زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شومر اوضح بالقول: «لقد اتفقنا على رقم جيد جدا: تخصيص تريليوني دولار للبنى التحتية»، مضيفا ان ترمب كان متحمسا لرفع قيمة المبلغ ليصل 2000 مليار دولار.
اللقاء بين زعماء الحزب الديمقراطي وترمب جاء في ظروف صعبة ومتوترة بين الرئيس وخصومه، الا ان البنية التحتية حظيت بتوافق كبير بين الطرفين؛ فلدى سؤال بيلوسي عمّا إذا كان من الصعب العمل مع ترامب الذي يواصل مهاجمة التحقيقات، قالت بيلوسي: «قد تكون لدينا صعوبات في نواح أخرى، لكن لا يمكننا أن نتجاهل احتياجات الشعب الأمريكي».
البنية التحتية الامريكية المتهالكة تعد من الملفات المهمة في امريكا، وتطويرها يعد مسألة حيوية لتجديد الثقة بالاقتصاد الامريكي، والاهم تسريع النمو في امريكا وجذب المزيد من الاستثمار الى البلاد، وتمثل البنية التحتية وعداً انتخابياً لترمب، وورقة يراهن عليها لخوض الانتخابات الرئاسية 2020.
ترامب في المجال الاقتصادي يحرز نجاحات متوالية؛ اذ اعلن الاسبوع الفائت عن انخفاض مستوى البطالة الى 3.6% الادنى منذ العام 1969؛ فالكثير من القطاعات تشهد نموا في الولايات المتحدة الامريكية، ورغم النجاح الكبير الا ان المخاوف من الركود والتراجع والتباطؤ الاقتصادي لا زالت تلوح في الافق، في ظل الحرب التجارية التي تخوضها امريكا مع الصين، والحروب والصراعات المتوقع ان تزداد خطورة.
مخاطر تجعل من تطوير البنية التحتية الاستراتيجية الامثل في الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة التحديات والصعوبات الخارجية، متحولة الى محل اجماع في المرحلة الحالية، وبات متوقعا امكانية رفع قيمة الاستثمارات الامريكية في البنية التحتية كوسيلة لجلب المستثمرين والمهتمين بشكل ينافس الصين التي تستثمر في مشروع حزام واحد طريق واحد ما يقارب ترليون دولار.
البنية التحتية الامريكية تعد ملاذاً مهماً في الولايات المتحد الامريكية للحفاظ على النمو واعطائه دفعة جديدة، تمكنه من مواجهة التحديات والصعوبات المتزايدة، والنابعة من صعود الصين، وكثرة المنافسين الاقتصاديين في الساحة الدولية؛ فالبنية التحتية المتطورة والاستثمار فيها يجلب اهتماما من الشركات العالمية، ويعيد الثقة بالاقتصاد الامريكي الذي سيقدم نفسه كبديل للاتحاد الاوروبي الذي يعاني صعوبات جمة، آخرها الاعلان عن تراجع الانتاج الصناعي في ألمانيا وفرنسا.
في ظل الانشغالات الامريكية العميقة في واقعها الاقتصادي، يطفو الى السطح تساؤلات مهمة عن موقع «صفقة القرن» من هذه الانشغالات، وملف التصعيد على ايران من هذه البرامج الامريكية الطموحة، وهل من رابط بين هذه الملفات؟
ترامب عاد مؤخرا ليحث السعودية على تقديم المزيد من الاموال بحجة الحماية، مستثمرا في الاجواء المتوترة في الخليج العربي والتي بلغت ذروتها بإرسال حاملة طائرات الى الخليج العربي؛ فالرئيس الامريكي يحاول الاجابة عن السؤال الاهم والاخطر الذي طرحته نانسي بيلوسي على الرئيس، وتنتظر الإجابة عنه نهاية الاسبوع القادم: «كيف سيوفر لنا الموارد (خطط الرئيس لتمويله)»؟
سؤال الاجابة عنه من الممكن ان تفك بعض ألغاز السياسة القائمة في امريكا والمنطقة العربية واقليم غرب آسيا بأسره.
السبيل - الأحد 12/مايو/2019