تفجيرات الفجيرة: بين المجهول والمعروف!
ما زال الغموض يلف انفجارات الفجيرة، على الرغم من مضي نحو يومين على النفي الأوّلي، وبعدها التأكيد على أنّ هناك أعمالاً «تخريبية» جرت فعلاً لأربع سفن، وليس معروفاً حتى الآن ما إذا كانت الناقلتان السعوديتان بينهما، أم أنّنا نتحدّث هنا عن ستة حوادث منفصلة؟ لم يشرح أحد ماهية هذا التخريب، ولم يعلن أحد مسؤوليته، ولكنّ طبول الحرب التي بدأت تُسمع في الخليج العربي تشي بأنّ أصابع الاتهام تتوجه إلى إيران، ولكنّ طهران نفسها عبّرت عن «قلقها» لتعرّض سفن لأعمال تخريبية وحضّت على إجراء تحقيق، على أنّ رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني قال في تغريدة: إن «تفجيرات الفجيرة أثبتت أن أمن جنوب الخليج الفارسي هش كالزجاج».! ميناء الفجيرة لا يقع على الخليج العربي بل على خليج عُمان في بحر العرب، وهو الأكبر في المنطقة، تقع قرباً منه قاعدة أميركية كبيرة، ويعتبر ذلك الطريق البحري شرياناً رئيسياً لناقلات النفط، ولهذا فسرعان ما قفزت أسعار النفط، وتوترت الأسواق، وتراجعت أسعار البورصات السعودية والخليجية. قناة «الميادين» المقرّبة جداً من طهران، والذراع الإعلامي لها باللغة العربية، كانت أوّل من نشر الخبر، بل وأصرت على صحّته رغم النفي الاماراتي الأوّلي، ممّا يرفع من درجة الاتهام، ويجعل كثيراً من المحللين يرجّحون أنّ الأمر يقترب من كونه رسالة غير مباشرة تعرض فيها إيران عضلاتها، وتُعلن أنّ يدها طويلة، وأنّ الحرب عليها لن تمرّ بسهولة.
في غياب المعلومات الرسمية، من كافة الجهات، يبدو مفهوماً ذهاب تحليلات إلى اتهام إسرائيل، على أساس نظرية :«فتّش عن المستفيد»، وفي حقيقة الأمر فإنّ تل أبيب هي المستفيد الأكبر من حرب طالما دعت إليها، ومعروف تاريخياً قُدرة الكيان الصهيوني على القيام بعمليات أمنية في مناطق بعيدة. الأردن أعلن تضامنه مع الامارات، ومهاتفة الوزير أيمن الصفدي لنظيره الامارتي عبد االله بن زايد أمس ليست مفاجئة، فهذا هو موقف عمّان التاريخي، ولكنّ المفاجئ أنّ ردود الفعل العربية شبه غائبة، وفي مطلق الأحوال فنحن مع العرب ضدّ أيّ عبث بأمن أيّ من جغرافيته، وبصرف النظر عن هوية الفاعلين، وللحديث بقية
الرأي - الثلاثاء - 2019-05-14