«إسرائيل» دولة فاشلة
اذا تجاوزنا كل الاعتبارات واطلقنا اسم دولة على الكيان المحتل الغاصب لفلسطين، مع الاعتذار سلفا، واجرينا مقارنة سريعة بينها وبين دول العالم الاخرى، او احتكمنا الى المواصفات والقوانين والمواثق والمقاييس الدولية، التي بموجبها تدخل اي دولة في العالم نادي الدول العالمية، فاننا سنخرج بنتيجة فورية بأن «اسرائيل» دولة ساقطة وفاشلة بامتياز، لاسباب كثيرة جدا لا يمكن حصرها، لكن يمكن ان نذكر بعضا منها، مثل، انها «دولة» انشأتها دول اخرى على ارض ليست لها، بعد ان قامت بتجميع مجموعات من العصابات الارهابية والاجرامية، واللصوص والحرامية والفاسدين، الذين كانوا يثيرون القلاقل والمشاكل والازمات والصدامات والفساد في اوروبا ودول العالم الاخرى، واعتبرتهم بعض الدول القوية والاستعمارية في ذلك الوقت، اكواما من النفايات لا بد من التخلص منها، من خلال نقلها الى مكان آخر بعيد عن اوروبا، ووجدت تلك الدول المكان الاضعف والاسهل للوصول اليه والاقرب الى معتقدات تلك المجموعات، وهو فلسطين، بعد ان تم استعراض ودراسة اماكن ودولا كثيرة اخرى كخيار لنقل تلك النفايات اليها، لكن الخيار وقع على فلسطين حتى لا تتكدس تلك النفايات في اوروبا او في مكان قريب اليها، لضمان ابعاد الاذى عنها.
وان هذه «الدولة» تأسست وقامت على التمرد واعمال القتل وسفك الدماء، ولديها معتقدات راسخة وقناعات اكيدة بأن الضمانة الوحيدة لبقائها واستمراريتها، تكمن في مواصلتها خوض الحروب ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وقتل اكبر عدد ممكن منهم، ورفض السلام والحفاظ على الطابع العسكري القتالي المتنامي دوما لجوهرها، وزرع وتغذية الافكار والمعتقدات العدائية للعرب والمسلمين وضرورة قتلهم بشكل دائم، اي ان الارهاب والاجرام يعتبران القاعدتان الاساسيتان اللتان تقوم عليهما تلك «الدولة».
وانها «الدولة» الوحيدة في العالم، التي لا تلتزم بالقوانين والمعاهدات والمواثيق والقرارات الدولية، ولا تعنى بتنفيذها ولا بتطبيقها، كما انها الوحيدة في هذا العالم، التي ليس لها دستور ولا حدود حتى الان، وتقوم باصدار وانتاج وسلق القوانين وتطبيقها على الفور عند الحاجة، دون الالتزام بأية قواعد او اسس مرجعية سواء كانت دولية او غيرها، وهي الوحيدة في العالم التي تعتبر «دولة» عسكرية امنية فقط.
وهي «الدولة» الوحيدة في العالم التي جمعت ما اسمته شعبا يهوديا، من جميع دول العالم، وهي التي تنفرد بعد التزامها بمباديء العلاقات الدولية، ولا تعترف باحترام الحدود السيادية لاي دولة اخرى في العالم، ولديها الاستعداد الدائم للقيام اعمال تخريبية في اي دولة، اذا اقتضت مصالحها الامنية والعسكرية ذلك، وفق تقييمها هي ولا يعنيها اقتناع او قبول دول العالم الاخرى باسباب قيامها بتلك الاعمال، فقد سبق لها وان ارتكبت العديد من اعمال القتل والاجرام والاغتيالات على اراضي دول اخرى دون ابلاغها او اعلامها بنيتها القيام بذلك.
كما انها «الدولة» الاكثر قدرة على ضرب الدول الاخرى ببعضها البعض، واثارة الفتن والخلافات والصدامات بينها، الى درجة اشعال الحروب الاهلية او البينية فيما بينها، ولا تتردد في اقتناص اي فرصة تمكنها من الحاق الاذى بالاخرين، والتدخل السلبي في شؤون الدول والشعوب الاخرى.
وانها منذ نشأتها الى الان، لا تزال «دولة « رعوية تعتمد في بقائها واستمرارها وحمايتها على المساعدات الامريكية وغيرها من الدول، عسكريا واقتصاديا وسياسيا وامنيا، وفي جميع مجالات الحياة الاخرى.
الدستور -